الی الرفیق الاعلی: احداث الایام الاخیرة من عمر نبی الاسلام صلی الله علیه و آله

اشارة

سرشناسه : خدامیان آرانی، مهدی، 1353 -

عنوان و نام پديدآور : الی الرفیق الاعلی: احداث الایام الاخیرة من عمر نبی الاسلام صلی الله علیه و آله/ مهدی خدامیان الآرانی.

مشخصات نشر : قم: وثوق، 1432 ق.= 1390.

مشخصات ظاهری : 125ص.

فروست : الواحةالخضراء؛ 1.

شابک : 18000 ریال 978-600-107-066-2 :

يادداشت : عربی.

یادداشت : کتابنامه: ص. [111]- 125؛ همچنین به صورت زیرنویس.

موضوع : محمد (ص)، پیامبر اسلام، 53 قبل از هجرت - 11ق. -- داستان

موضوع : محمد (ص)، پیامبر اسلام، 53 قبل از هجرت - 11ق. -- رحلت-- داستان

موضوع : اسلام -- تاریخ -- 11 ق.-- داستان

رده بندی کنگره : BP24/84/خ36الف7 1390

رده بندی دیویی : 297/93

شماره کتابشناسی ملی : 2559534

المقدمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ

لا أدري ، هل أمعَنتَ النظر في أوراق الأشجار الصفراء في الخريف ، وقد اصطبغ كلّ شيء باللّون الأصفر ، ففاحت من الوديان رائحة الرحيل المحزنة ؟

أنا أيضاً لاحظت ذلك ، لذا سأصوّر لك في هذا الكتاب ما لاحظته في أعماق مخيلتي عن أيّام خريف المدينة في حياة النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم .

هل تدري كم كانت قاسيةً أيّامُ خريف المدينة على النبيّ ؟

هل تدري كم كانت كبيرةً مظلوميةُ وغربة النبيّ في تلك الأيّام ؟

تعالَ معي لننقّب بين زوايا حوادث أيّام شهر صفر من سنة إحدى عشرة من الهجرة المحمّدية .

عساني أجدك مثلي تشاركني دموعك ، وتتساءل كما تساءلت أنا : كيف أنّ أفضل خلق اللّه قد أضحى متحيّراً من

جاهلية الجهّال في تلك الأيّام الصفراء !

ولم أغفل عن ذكر الدليل طبعاً في كلّ ما أنقله إليك ، فضمّنته في ملحقات الكتاب، وقد تقرأ بعض الحوارات في المتن تخالف ما هو في ملحق الكتاب، هي في الحقيقة لسان حال ينقلها الراوي الوهمي للكتاب وليست بالضرورة أن تكون منقولة نصّاً، فكما قلنا الهامش يتكفّل بذلك .

وأخيرًا ، لا أدّعي الكمال ، والكمال للّه تعالى ، ويسعدني أن تتحفني برأيك، واقتراحاتك وكلَّ ما يجول بخاطرك حول كتابي هذا.1

وأخيراً أهدي هذا الكتاب إلى صاحب هذه المحنة ، على أمل نيل شفاعته ، وأن تكون من نصيب قرّاء هذا الكتاب أيضاً .

قمّ ، محرّم الحرام 1432 ه . ق

مهدي خدّاميان الآراني

حقد كبير يملأ قلبي

هل تعرفني ؟

اسمي زينب ، وأنا يهودية ، لن تعثر على شخص قد ملأ الحقد قلبَه على نبيّ الإسلام محمّد مثلي !

هل تتعجّب ؟

يحقّ لك أن تتعجّب ؛

لأنّك لا تدري أنّ أعزّ مَن كان في حياتي قد قُتل على يدَيه ؛ زوجي ، أخي ، عمّي2 .

ألا يكون هذا كافياً لكي أفكّر بالانتقام ؟

نعم ، أُريد الانتقام لدم أعزّتي من محمّد .

في رأسي خطّة ، خطّة لقتل محمّد !

أقسمتُ أن لا أهدأ ولا يقرَّ لي قرار حتّى أقتله ، مهما يكن، فلقد صمّمتُ على قتله .

ها قد انصرمت سنتان على مقتل أعزّتي ، لا تدري كم بكيت ، وكم ذرفت من الدموع كلّ هذه المدّة .

هل تودّ أن ترافقني إلى قبر أعزّتي ؟

أترى ذاك القبر ؟ هو قبر أخي مَرحَب ؛ مَرحَب الذي كان بطل اليهود ومبعث فخر عوائلنا .

أخي ! لتقرّ في قبرك ؛ سآخذ بثأرك، وأنتقم لدمك من محمّد .

ولن أنزع لباس الحزن عليك حتّى آخذ بثأرك .

سأُسافر مسرعة إلى المدينة ؛ لأُقيم النائحة في المسلمين على محمّدهم .

حتماً، تريد أن تعرف لماذا قَتلَ محمّد أعزّتي ؟

كنّا من أقوام اليهود، نعيش في خيبر حياةً رغيدة .

لا أدري ماذا حصل حتّى اندفع كبار قومنا اليهود إلى أن يجتمعوا ويقرّروا الهجوم على المدينة .

لكنّ محمّداً اطّلع على ما صمّمنا عليه ، فباغتنا بجيشه .

فلم نستفق إلاّ وقد حُوصِرنا بقوّات الإسلام .

فكان أمل جميع أهالي خيبر معقوداً على أخي مَرحَب ، نعم أخي أنا مَرحَب ، الشخص الوحيد الذي بإمكانه أن يكون ذلك اليوم سببَ نجاة يهود خيبر .

اقترب جيش محمّد من قلعتنا ، ولكنّهم ما أن رأوا بريق سيف أخي مَرحَب حتّى ولّوا فراراً .

نعم ، اضطرّ جيش محمّد إلى الانسحاب مرّتين ، وأخي كالليث مرابط بقرب القلعة يحرسها .

مرحىً يا أخي البطل ، فقد شمختَ برؤوس عائلتنا عالياً .

ثلاثة أيّام مضت

على محاصرة قلعة خيبر قبل أن يصمّم محمّد على إرسال عليّ لمبازرة أخي3 .

طلب محمّد عليّاً وأرسله لمبارزة أخي .

أخذ صوت عليّ يدوّي في الأجواء صائحاً :

أنا الذي سمَّتني أُمّي حيدرة/ كليثِ غاباتٍ كريهِ المَنظَرة4

فتقدّم أخي لمواجهته ، ماذا أقول ، طُرِح أخي بضربةٍ واحدة من سيف عليٍّ على الأرض صريعاً يتشحّط بدمه !!

قَتَل عليٌّ أخي ، ثمّ حَمَل على عسكرنا ، فثارت حرب حامية شديدة الوطيس .

قُتل في هذه الحرب أيضاً زوجي العزيز وعمّي ، وفُتحت قلعة خيبر على يد جند الإسلام .

انصرمت سنتان على تلك الأحداث ، وأنا أفكّر في الانتقام في كلّ ساعة منها .

نعم ، كان محمّد هو السبب في مقتل أعزّتي ، فلأُوصِل نفسي بأيّة طريقةٍ كانت إلى المدينة ؛ لأنفّذ خطّتي ، لآخذ بثأري وأنتقم !

جئتك بهدية

زينب تلك المرأة اليهودية ، تَقْدم نحو المدينة حاملةً معها سمّاً فتّاكاً ؛ تنوي أن تسمّ به النبيّ .

تدخل زينب المدينة وعليها ثياب المسلمات .

وكانت تتحقّق حول علاقة النبيّ بأيّ نوعٍ من الطعام يرغبه أكثر من غيره .

فكانت تسأل كلّ شخص تلاقيه : أرغب في أن أهدي إلى رسول اللّه شاةً مقليّة ، فهل تعلم أيّ عضوٍ من الشاة هو أحبّ إليه ؟

لم يكن أحد يعلم بخطّتها المشؤومة ، فكانوا يظنّون أنّها إنّما تريد استضافة النبيّ لشدّة محبّتها له ، فكان الكثير يجيبها بأنّ النبيّ يحبّ من اللحم الذراع5 .

تفرح زينب اليهودية ، وتؤوب إلى حيث قد اتّخذت لها بيتاً .

وكانت قد اشترت شاةً سمينة ، ذبحتها وشوت لحمها .

آه ، تفوح رائحة الكباب المشهّية ، ولكن أيّ كباب !

تنهض متوجّهة نحو غرفتها، وما أسرع أن عادت ومعها سمّها الفتّاك ، تسمّ

به سائر الشاة ، وتُكثر منه في الذراعين !6

انظر ! تحمل الشاة المشويّة وتتوجّه بها نحو بيت النبيّ .

صلّى النبيّ صلاة المغرب ، وفيما هو يخرج وحوله أصحابه ، تقترب زينب اليهودية منهم فتقول له : يارسول اللّه، هدية أهديتُها لك7 .

وكانت تعلم أنّ النبيّ يقبل الهدية8 .

وكان بعض أصحاب النبيّ قد أضرّ به الجوع وهو يرى شاةً مشويّة! فأخذ يحدّث نفسه : «ليت النبيّ يقبل هذه الهدية، فنعزّي بطوننا بها» .

ولم يكن أحد على دراية بخطّة هذه المرأة المشؤومة .

يقبل النبيّ الهدية ، ويدعو أصحابه لتناول طعام الغداء عنده .

يجلس الجميع حول السفرة ، فيمدّ بِشْرٌ يده ويتناول ذراع الشاة قاطعاً إيّاها، ثمّ يضعها أمام النبيّ .

يتناول النبيّ بعضها ويُرجع الباقي .

ينشغل بِشْر بتناول لحم الكراع .

وينشغل الجميع بتناول الطعام، وكذلك النبيّ، حيث يتناول قطعة منه9 .

اكتشاف المؤامرة

بعد سويعات يصل الخبر إلى النبيّ بمرض بِشْر ، اصفرّ لونه وأصابته حمّى شديدة .

يا إلهي ، ماذا حصل ؟

يأتونه بطبيب يكشف حاله ، فتعلن ملاحظات الكشف عن مسمومية بِشْر من الطعام .

ولم تمضِ سوى سويعات حتّى يفارق بِشْر الحياة10 .

نعم ، تناول شيئاً من لحم الذراع ، فتأثّر أكثرَ من غيره من ذلك السمّ .

الآن الجميع قلق بشأن حياة النبيّ ، حقّاً ! ماذا سيحصل للنبيّ ؟

يأمر النبيّ كلّ من تناول شيئاً من هذه الشاة بالحجامة ، ويحتجم هو أيضاً11 .

ستتساءل : ما الحجامة ؟

كانوا قديماً ومن أجل إخراج السموم من البدن ، يخدشون موضعاً مخصوصاً من الظهر بموسى؛ لأجل إخراج الفاسد الدم من البدن .

رغم ذلك، ظلّت حال النبيّ تسوء شيئاً فشيئاً .

الكلّ قلق ، هل سيشفى النبي ؟

هل سيتمكّن النبيّ من

إتمام رسالته ؟

لا زال كتاب اللّه غير كامل ، ولم يكتمل دين الإسلام بعد .

ظلّ المسلمون يبحثون عن زينب اليهودية ، أغلقوا بوّابات المدينة ، وأُحصيت حركات المارّة ؛ بحثاً عنها .

ومن حسن الحظّ أنّها لم تزل في المدينة لم تخرج منها بعد ، حيث كانت متخفّية في إحدى زواياها تتحيّن الفرصة للفرار .

وإلى ذلك الحين كانت زينب اليهودية تترصّد من مخبئها أخبار المدينة ؛ علّها تقع على خبر وفاة نبيّ الإسلام !

صحيح أنّ النبيّ مَرِض ، لكنْ شاء اللّه أن يُحفَظ حتّى إتمام ما بُعث لإجله .

تَقدِم مجموعة نحو مسجد النبيّ . انظر ، هؤلاء ألقوا القبض على زينب اليهودية .

يُوقفوها أمام النبيّ ، فينظر إليها .

ماذا سيفعل معها ؟

ما هو في نظرك جزاء مَن حاول قتلَ قائد المجتمع الإسلامي ؟

يقول النبيّ مخاطباً إيّاها : لقد عفوت عن ذنبِكِ ، ولكنّك قتلتِ أحد أصحابي ، ولذا سأدفعك إلى أولاده ليفعلوا بك الذي يرونه12 .

نعم ، عفا النبيّ من جهته عن ذنب هذه المرأة .

أين تجد في كلّ أصقاع هذه الدنيا مثل هذه الرحمة وهذا العفو والصفح ؟

تُسلَّم زينب اليهودية إلى أولاد بِشْر ، فيقرّر هؤلاء الانتقام لأبيهم .

ويظلّ أثر السمّ يظهر على بدن النبيّ ، فيثير هذا الأمر قلق الكثير من المسلمين13 .

هل سيشفى النبيّ ؟!

حينما يكتمل دين اللّه

يصل النبيّ المدينة ، يحلّ شهر اللّه شهر رمضان ، وكان النبيّ يعتكف كلّ سنة في العشرة الأواخر من هذا الشهر الفضيل ، ولكنّه هذا العام اعتكف العشرة الثانية والثالثة .

لم يكن النبيّ قد أوضح تعاليم الحجّ لأصحابه بعد ، ولذا صمّم على السفر إلى مكّة وأداء الحجّ الإبراهيمي .

يقرّر النبيّ في هذا السفر إزالة قوانين الحجّ

التي سنّها المشركون فجعلوها من أفعال الحجّ ، وتعليمَ الجميع الحجّ الحقيقي .

يلتفت النبيّ في أحد الأيّام إلى المسلمين قائلاً : لا أدري، لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا14 .

نعم ، كانت تلوح من كلمات النبيّ إشارات الرحيل .

الآن قد اكتملت كلّ أحكام الإسلام؛ الصلاة، الحجّ، الزكاة ، ولم تبق سوى الإمامة .

وفي طريق الرجوع من مكّة ، في غدير خمّ ، يجمع النبيّ جميع الحجيج، وكانوا أكثر من مئة ألف ينتظرون سماع خطاب النبيّ وهم على أحرّ من الجمر لمعرفة سرّ هذا التوقّف، فيخاطبهم قائلاً : أيّها الناس ، ما أسرعَ ما سأُفارقكم والرحيل عن هذه الدنيا الفانية .

ترتفع أصوات المسلمين بالبكاء .

يستدعي النبيّ عليّاً إلى جانبه ، يرفع ذراعه عالياً ويقول : مَن كنت مولاه، فهذا عليٌّ مولاه15 .

وأمر فنُصبت خيمة لعليّ ، وأخذ الناس يبايعونه أفواجاً .

نعم ، الآن اكتمل الدين بولاية عليّ عليه السلام ، وقد أوضحت هذه الآية القرآنية هذا المعني : «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ »16 .

وأخيراً استبشر النبيّ لأداء وظيفته الربّانية وتبليغ جميع دساتير وأحكام الإسلام إلى الناس .

الاستعداد للرحيل

يرجع النبيّ إلى المدينة ، ويهلّ شهر محرّم .

تسوء حال النبيّ يوماً بعد يوم من أثر ذلك الطعام المسموم الذي أهدته إليه زينب اليهودية .

يسقط النبيّ لأيّامٍ عديدة طريحَ فراش المرض .

اليوم هو يوم الثامن والعشرين من المحرّم ، يَقْدم بعض الأصحاب إلى بيت النبيّ لعيادته .

أراد النبيّ تهيئة أصحابه روحياً ليوم الوداع ، فكان يشير إليهم أنّه عن قريب راحل عنهم .

يبكي أصحابه ، وهم يتساءلون : كيف سيتحمّلون فراق شخص كان لهم كالأب العطوف .

يلتفت النبيّ نحوهم ويوصيهم بتقوى اللّه ، وأن لا يطلبوا الرئاسة في هذه

الدنيا الفانية، وأنّه قد دنا أجله، وما أسرع الرحيل، وعند اللّه الملتقى17 .

هل ترى ذلك الرجل الجالس بقرب النبيّ ؟ هو عمّار بن ياسر ، يدور في خَلَده سؤال ، لا يدري هل يسأل أم يسكت !

وأخيراً يلتفت نحو النبيّ ويقول : يا رسول اللّه ، أبي وأُمّي ونفسي لك الفداء ، فمن يُغسّلك ويكفّنك ؟

يفرح النبي لهذا السؤال، فيجيب : اعلموا أنّ عليّاً سيتكفّل بغسلي ، تُعاونه الملائكة على ذلك18 .

نعم ، ليعلم الناس أنّ عليّ بن أبي طالب أقرب الناس إلى النبيّ ، في حياته وبعد وفاته .

يلتفت النبيّ نحو عليّ ويقول : يا ابن أبي طالب ، إذا رأيتَ روحي قد فارقت جسدي ، فاغسلني وكفّني ، وستصلّي علَيَّ الملائكة ، سيحضرون أفواجاً للصلاة علَيَّ ؛ وسيجيء جبرئيل وميكائيل وإسرافيل للصلاة علَيَّ أيضاً ، وجميعُ أهل السماوات19 .

نعم ، اليوم يخاطب النبيّ أصحابه بخطاب الرحيل ، فيَفهَم الجميع أنّ النبيّ سوف لا يشفى من هذا المرض الذي دهاه .

من هو أبو هذه الأُمّة ؟

اليوم هو التاسع من صفر (سنة إحدى عشرة للهجرة)، يرسل النبيّ بلالاً في طلب عليّ بن أبي طالب عليه السلام .

يذهب بلال نحو بيت عليّ عليه السلام فيخبره بطلب النبيّ له وأنّه يريد لقائه.

الآن علي عليه السلام جالس بقرب النبيّ ، والنبيّ يقول له : يا عليّ ، إنّ جبرئيل أتاني من عند اللّه برسالة .

_ وماذا في هذه الرسالة ؟

_ أمرني أن أبعثك إلى الناس لتبلّغ لهم .

_ أنا مستعد لتنفيذ كلّ ما تأمرني به .

فيخبر النبيّ عليّاً عليه السلام بالرسالة ليبلّغها للناس20 .

يؤذّن بلال في الناس للاجتماع العامّ في المسجد .

يدخل عليّ عليه السلام المسجد ، يرتقي أعواد المنبر فيجلس أعلاه ، ويقول :

أرسلني رسول اللّه

إليكم لأنقل لكم هذه الرسالة :

ألا من ظلم أجيراً أُجرتَه فلعنة اللّه عليه .

ألا من توالى غير مواليه فلعنة اللّه عليه .

ألا من عقّ والدَيه فلعنة اللّه عليه21 .

فيقوم أحدهم من مكانه ويقول له : هل لِما ناديت به من تفسير ؟

فيجيبه عليه السلام : اللّه ورسوله أعلم .

يتحرّك البعض نحو بيت النبيّ ، يسلّمون عليه ويجلسون عنده .

يقول أحدهم مخاطباً شخصه الكريم : يا رسول اللّه، هل لِما نادى عليّ من تفسير ؟

هل تريد سماع جواب النبيّ ؟

_ نعم ، أرسلتُ إليكم عليّاً لينقل إليكم ثلاثَ رسائل :

ألا من ظلم أجيراً أجره لعنه اللّه ، أمرني اللّه في القرآن : «قُل لاَّ أَسْ_ٔلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى »22 .

والرسالة الثانية : من توالى غير مواليه فعليه لعنة اللّه ، واللّه يقول : «النَّبِىُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ»23 ، ومن كنتُ مولاه فعليّ مولاه ، فمن توالى غير عليّ فعليه لعنة اللّه .

وأمرته أن ينادي : من سبّ أبويه فعليه لعنة اللّه ، وأنا أُشهد اللّه وأُشهدكم أنّي وعليّاً أبوا المؤمنين ، فمن سبّ أحدنا فعليه لعنة اللّه 24 .

أيّ نبيٍّ كنتُ لكم ؟

وتنصرم الأيّام ، وتظهر آثار المرض على بدن النبيّ .

يستدعي النبيّ بلالاً ويطلب منه أن يؤذّن في الناس للاجتماع في المسجد .

يشيع الخبر في المدينة أنّ النبيّ عنده خطاب مهمّ .

يغصّ المسجد بالناس ، يدخل النبيّ .

انظر ، النبيّ عصّب رأسه بعصابةٍ صفراء ، وهو يتحامل نفسه .

يصعد أعواد المنبر ، يسكت الجميع كأنّ على رؤوسهم الطير ، فيخطب قائلاً : أسألكم يا أصحابي، أيّ نبيّ كنتُ لكم ؟

ألم أقاتل معكم في كلّ الحروب وكنت أمامكم فيها ؟

ألم تَرَوا

بأُمّ أعينكم كيف كانت الدماء تسيل من وجهي وبدني ؟

هل لا زلتم تذكرون كيف كنت أطوي جوعاً وأنا أشدّ حجراً على بطني ؟

فيجيبونه باكين : جزاك اللّه عنّا أفضل ما جازى نبيّاً عن أُمّته .

فيقول لهم : ما أسرع ما سأفارقكم ، أُناشدكم باللّه وبحقّي عليكم، من كانت له قِبَلي مظلمة فليقم فليقتصّ منّي قبل القصاص في القيامة.

يضطرب المسجد بالبكاء والنحيب، النبيّ يطلب المحاللة من أُمّته ! !

فيقوم رجل ويقول : يا رسول اللّه ، إنّ لي عندك عِدةً ، إنّي تزوّجت فوعدتني أن تعطيني ثلاثة أواقي .

فيأمر النبيّ بإعطائه من فوره25 .

لا يزال النبيّ جالساً على المنبر ، هل من شخصٍ آخر يطلب النبيّ حقّاً ؟ !

فأرى بين الجموع شخصاً يمور من بينهم، وقطرات من عرقٍ بارد تلتصق على جبهته .

هل عرفته ؟ إنّه عُكاشة .

ينهض أخيراً ويتخطّى جموع المسلمين ، ويقف بين يدي رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمليقول : فداك أبي وأُمّي ، لولا أنّك نشدتنا مرّةً بعد أُخرى ما كنت بالذي أتقدّم على شيءٍ من هذا ، كنت معك في غَزاةٍ، فلمّا فتح اللّه عزّ وجلّ علينا ونصر نبيّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وكنّا في الانصراف، حاذت ناقتي ناقتك، فنزلتُ عن الناقة ودنوت منك لأقبّل فخذك، فرفعتَ القضيب فضربت خاصرتي، ولا أدري أكان عمداً منك أم أردت ضرب الناقة.

فيقول له رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : أُعيذك بجلال اللّه أن يتعمّدك رسول اللّه بالضرب، يا بلال، انطلق إلى بيت فاطمة فائتني بالقضيب الممشوق.

يخرج بلال من المسجد ويده على أُمّ رأسه وهو ينادي: هذا رسول يعطي القصاص من نفسه!

يقرع الباب على فاطمة ويقول : يابنت رسول اللّه، ناوليني القضيب الممشوق.

فتقول له فاطمة عليهاالسلام : يا بلال

! وما يصنع أبي بالقضيب وليس هذا يوم حجّ ولا يوم غزاة؟!

فيقول : يا فاطمة، أبوك رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يودّع الناس ويفارق الدنيا، ويعطي القصاص من نفسه.

فتقول فاطمة متعجّبة : ومَن ذا الذي تطيب نفسه أن يقتصّ من رسول اللّه ؟!

يتناول بلال القضيب ويتوجّه نحو المسجد .

كان الناس في المسجد على أحرّ من الجمر ينظرون إلى عكاشة ليروا ماذا سيفعل .

يدخل بلال المسجد حاملاً القضيب، يتوجّه من فوره نحو المنبر، ويناول النبيّ ذلك القضيب .

ينزل النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم من على المنبر، يناول عكاشة القضيب لكي يقتصّ منه، قائلاً له : إمّا أن تضرب وإمّا أن تعفو.

يرتفع صوت من بين الجموع : يا عُكاشة ، أنا في الحياة بين يدي رسول اللّه ولا تطيب نفسي أن تضرب رسول اللّه ، فهذا ظهري وبطني، فاقتصَّ منّي بيدك واجلدني مئة ولا تقتص من رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم .

قارئي العزيز !

هل عرفت صاحب الصوت ؟ إنّه مولاي عليّ عليه السلام .

يلتفت عُكاشة إلى عليّ، فيرمق دموعه تنحدر على وجهه ، فيطرق مليّاً مفكّراً ، ويطول صمته .

فيقول له النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم : يا عُكاشة، اضرب إن كنت ضارباً .

فيتقدّم عُكاشة نحو النبيّ والقضيب بيده ، فيبكي الناس جميعاً .

وفجأةً يرمي القضيب على الأرض، ويأخذ بالبكاء وهو يقول : فداك أبي وأُمّي ، ومَن تطيب نفسه أن يقتصّ منك ؟!

ثمّ يأخذ بتقبيل النبي وهو يقول : قد عفوت عنك يا رسول اللّه رجاء أن يعفو اللّه عنّي يومَ القيامة.

يبتسم النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ويلتفت نحو الحاضرين ويقول : مَن سرّه أن ينظر إلى رفيقي في الجنّة، فلينظر إلى هذا الشيخ.

يقوم المسلمون ملتفين حول عُكاشة يقبّلون ما بين عينيه ويقولون : طوباك طوباك، نلت درجات العلى ومرافقة

النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم.

نعم ، سيكون عُكاشة رفيق النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم في الجنّة .

ولا أخفي عليك عزيزي القارئ أنّي منذ اللحظة الأُولى قد علمت أنّ عُكاشة لم يكن قد همّ بالقصاص من النبيّ ، إنّما كان ذلك ذريعة للوصول إلى قلب الحبيب26 .

جهّزوا جيش أُسامة !

يصل الخبر إلى النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم أنّ الروم ينوون الهجوم على المدينة .

لذا يعيّن أُسامةَ لقيادة الجيش الإسلامي، ويأمره بالتعسكر بالجُرْف ، ويطلب من المسلمين الالتحاق بمعسكر أُسامة27 .

والجُرف موضع على بعد ستّة كيلومترات من المدينة، وهناك عسكر أُسامة حيث ينبغي أن تلتحق به أفواج المسلمين28 .

ظلّ النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم يؤكّد مراراً وتكراراً على الإسراع بتجهيز جيش أُسامة والالتحاق به، والتحرّك جهة الحدود مع الروم .

نعم ، إنّ النبيّ كان يعلم أنّ البعض كان يخطّط للاستيلاء على الحكومة والخلافة من بعده .

ولذا أراد صلى الله عليه و آله وسلم إبعاد هؤلاء الانتهازيين عن المدينة ، وإفشال مؤامرتهم لمنع عليّ عليه السلام من وصول الخلافة إليه29 .

على كلّ حال ، عسكر المسلمون في الجُرف ، ولكن كانت المؤامرة تُحاك لمنع الجيش من التحرّك نحو حدود الروم .

كان البعض ينتظر وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم لتحقيق أهدافه في الاستيلاء على السلطة .

ليت شعري ! هل تستحقّ رئاسة أيّام معدودة كلّ هذه المحاولات لتحريف الإسلام عن مساره المخطّط له ؟ !

لقد بلّغ النبيّ وبأمرٍ من اللّه تبارك وتعالى أن يتسنّم الإمام عليّ عليه السلام قيادة المجتمع الإسلامي من بعده .

ولكن ! إن نفعَتْ لكن !

عيادة نبيّ الرحمة

مَن هذه المرأة التي تتجّه صوب بيت النبيّ ؟

هل عرفتها ؟ إنّها أُمّ بِشْر ، أُمّ ذلك الشخص الذي قضى نحبه شهيداً من ذلك الطعام المسموم .

أُمّ بِشْر قلقة على حال النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ، فجاءت تزوره .

تدخل حجرة النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم فتراه ممدّداً على فراش المرض ، قد اصفرّ لونه وارتفعت حرارته .

تسلّم أُم بِشْر على النبيّ وتقول : يا رسول اللّه ، ما وجدت مثل هذه الحُمّى التي عليك على أحد !

يلتفت النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم نحوها ويقول : إنّها من الأكلة التي أكلت أنا وابنك

يوم خيبر من الشاة، فاستُشهد منها30 .

تترقرق الدموع في مقلتَي أُمّ بِشْر لتذكّرها ولدها ، لو أنّ زينب اليهودية لم تفعل فعلتها ذلك اليوم لكان بِشْر ولدها حيّاً ، ولو أنّها لم تسمّ الطعام لكان النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم الآن سالماً معافى .

ولكن لا يمكن فعل شيء الآن، فالسمّ فعل فعله في النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ، وأضحى بدنه ضعيفاً .

هل سيشفى النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم من هذا المرض ؟

أراد اللّه تعالى ألاّ يكون موت النبيّ موتاً طبيعياً ، إذ جمع النبيّ كلّ خصال الخير في هذه الدنيا ، والشهادة هي آخر الكمالات التي كانت يستحقّها شخصه الكريم في حياته الدنيويّة هذه .

الآن النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم يفتح ذراعيه لاستقبال الشهادة .

التحرّك نحو المدينة

الليلة هي ليلة الأربعاء ، الثالث والعشرون من صفر ، يرتفع صوت المؤذّن ، فيجتمع الناس في المسجد انتظاراً لقدوم النبيّ ليصلّي بهم الجماعة كالعادة .

يطول الانتظار ولا خبر عن النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم، يبدو أنّ حال النبي غير سارّة .

يدخل عليّ عليه السلام المسجد، ويقف في المحراب مصلّياً بالناس31 .

نعم ، عليّ قائم مقام النبيّ ، وهم قد بايعوه على ذلك يوم غدير خمّ .

ليس من شكّ أنّك تعرف عائشة ؟

إحدى نساء النبيّ وابنة أبي بكر .

أبو بكر الآن في معسكر أُسامة خارج المدينة ، وكان قبل أن يخرج قد توجّه إلى ابنته عائشة قائلاً لها : إنّي خارج بأمرٍ من النبيّ إلى الجهاد ، إذا رأيتي النبيّ قد ثقل فأعلميني ؛ كي أقدْم وأراه مجدّداً !

فترسل عائشة ساعياً إلى معسكر أُسامة ليخبر أباها بالقدوم إلى المدينة مسرعاً ؛ فالنبيّ حالته وخيمة .

ينطلق ساعي عائشة وسط الظلام نحو معسكر أُسامة .

يسأل عن خيمة أبي بكر .

يدخل الخيمة فيجد أبا بكر وشخصاً آخر ،

يهمس بإذن أبي بكر : لك عندي سرّ .

_ قلْ، ما وراءك ؟

_ هل لي أن أختلي بك وحدك ؟

_ قل ما عندك ، فليس هنا غير عمر بن الخطّاب ، وهو أخي ومقرّب عندي ؟ فإنّا قد تآخينا .

_ قَدِمتُ من المدينة ، أرسلتني عائشة لأُخبرك أنّ النبيّ في حالٍ لا يُرجى ، لم يستطع حضور صلاة المغرب في المسجد ، فأسرِعْ بالقدوم إلى المدينة .

وما أن يسمع عمر هذا الكلام حتّى يقفز من مكانه، ويخاطب أبا بكر قائلاً : انهض ، ولنسرع بالذهاب إلى المدينة .

فيتحرّك عمر وأبو بكر من ليلتهما إلى المدينة .

يَجدّان السير وسط الصحراء؛ كي يصلوا قبل صلاة الصبح إلى هناك32 .

عزيزي القارئ .

هل عرفت لماذا أسرع هذان الاثنان إلى المدينة ؟

يا تُرى ما هو هذا العمل المهمّ لهما في المدينة حتّى جعلهما يحثّان السير نحو المدينة ؟!

إقبال الفتن السود

بعد منتصف الليل ، النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم في حال استراحة .

وفجأةً ، يثب من نومته ! يا إلهي ، ما سبب هذا الذي يعانيه النبيّ ؟ !

يرسل في طلب بعض أصحابه ، فيحضر عليّ عليه السلام وبضعة أنفار عنده .

يطلب النبيّ من هؤلاء أخذه إلى البقيع .

يتعجّب الجميع من هذا الطلب ، لماذا يريد النبيّ وهو في هذه الحالة من المرض الذهاب إلى البقيع ؟!

يسألونه عمّا حصل حتّى يطلب النبيّ زيارة البقيع؟

فيجيبهم النبيّ قائلاً : أمرني ربّي بزيارة أهل البقيع33 .

انظر ، وضع النبيّ إحدى يديه في يد عليّ والأُخرى في يد أبي رافع، وأخذ يسير الهويداء متوجّهاً نحو البقيع .

رفيقي العزيز في هذا السفر !

هل تودّ أن تصحب النبيّ ؟

يصل النبيّ البقيع ، ويقول : السلام عليكم يا أهل المقابر .

ويبقى طويلاً في

البقيع يستغفر لأهله .

وفجأةً يلتفت نحو أصحابه ويقول : أقبَلَت الفتن كقِطَع الليل المظلم يَتبْع بعضها بعضاً 34.

ثمّ يسكت قليلاً ، كأنّه يروم قول شيء آخر فلا يجد المصلحة بذلك .

يا تُرى ما هي تلك الفتن القادمة في جوف هذا الليل نحو المدينة ؟

لم يكن أحد ليعلم أنّ اثنين قد انفصلا من معسكر أُسامة، وهما يحثّان السير مسرعَينِ نحو المدينة في جوف هذا الليل .

هذان النفران جاءا لرؤية النبيّ ، قد ضاق صدرهما على النبيّ ، هل من ارتباط بين هذين النفرين وكلام النبيّ ذاك ؟

لا أدري ، كلّ ما أدريه أنّ النبيّ كان مهتمّاً جدّاً ، فلم أرَ النبيّ هكذا قبل هذا اليوم .

يا تُرى ماذا سيحصل غداً ، النبيّ مهتمّ لأحداث يوم غد .

ما هي الحوادث التي ستحدث يوم غد حتّى جعلت النبيّ يهتم كلّ هذا الاهتمام ؟

غداً ستحدث نقطة عطف في تاريخ البشرية ، مع انبثاق فجر يوم الأربعاء ، ستنبثق مظلومية أحبّاء اللّه .

كأنّك تحدّث نفسك : كيف تعلم كلّ هذا ؟

يا عزيزي ، انظر مرّةً أُخرى إلى وجه النبيّ ، انظر كم هو مترقّب وحريص على أمرٍ ما !

ثمّ انظر نحو المدينة ، أعني مدخل المدينة !

صحيح ، لا يمكنك في هذا الظلام الحالك أن ترى شيئاً .

ولكن في هذه اللحظة يدخل هذان النفران المدينة .

هذان النفرانِ اللذانِ جَهِد النبيّ في إبعادهما عن المدينة ، ولكنّهما يعودان إليها !

يلتفت النبيّ نحو عليّ ويقول : إنّ جبرئيل كان يعرض علَيَّ القرآن كلّ سنة مرّة ، وقد عرضه علَيَّ العامَ مرّتين ، ولا أراه إلاّ لحضور أجلي . يا عليّ ، إنّي خُيّرت بين خزائن الدنيا والخلود فيها أو الجنّة ، فاخترتُ

لقاء ربّي والجنّة35 .

فيبكي عليّ وتسيل الدموع على خدّيه رقراقة ، ويبكي الحضور لبكاء عليّ .

يقرّر النبي العودة إلى بيته .

هل سيفكّر الناس يوم غد في معنى كلام النبيّ ؟

هل سيفهم الناس مقصود النبيّ من الفتنة القادمة نحو المدينة ؟

أسأل اللّه أن يكون الناس قد وَعَوا معنى كلام النبي .

ماذا تفعلون في المدينة ؟

يذهب النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم إلى بيته، ويتفرّق من كان معه ... وبعد ساعة .

اللّه أكبر ! اللّه أكبر !

إنّه صوت بلال يملأ الآفاق .

يتوجّه الناس مسرعين صوب المسجد لأداء صلاة الصبح خلف النبيّ .

يطول انتظار المصلّين ، هل سيأتي النبيّ لصلاة الصبح ؟

يبدو أنّ حمّى النبي أضحت شديدة ، فمنعته من الحضور إلى المسجد36 .

وفجأه يدخل أبو بكر المسجد ، يندهش الناس لحضوره ! ماذا يفعل هنا ؟

ألم يأمره النبيّ بالالتحاق بجيش أُسامة إلى حدود الروم ؟ لأيّ سبب رجع إلى المدينة ؟

انظر !

يتوجّه أبو بكر نحو المحراب، ويقف في مقام النبيّ، ويلتفت نحو الناس قائلاً : أيّها الناس ، قد عجز النبيّ عن القدوم إلى المسجد للصلاة ، فأرسَلَني أُصلّي بكم !

يقف عمر بقربه يراقب الناس ؛ كي لا يعترض عليه أحد37 .

لكنّ بلالاً يقوم من مكانه قائلاً للناس : البثوا حتّى أذهب إلى النبيّ أسأله هل هو أرسل أبا بكر للصلاة فينا ؟

كان الجميع يعلم أنّ عليّاً عليه السلام هو خليفة النبيّ ، ولطالما ناب عنه في الصلاة بهم ، وأمّا أبو بكر فلم يسبق أن خلّفه النبيُّ في صلاةٍ قطّ !

يتوجّه بلال نحو بيت النبيّ ، يطرق الباب ، يفتح له الفضل بن العبّاس ابن عمّ النبيّ .

_ ما الخبر يا بلال ؟

_ جئت أستعلم هل أنّ النبيّ أرسل أبا بكر للصلاة

؟

_ ماذا تقول ؟ إنّ أبا بكر خارج المدينة في جيش أُسامة !

_ كلاّ ، إنّه يقف الآن في محراب النبيّ يريد الصلاة بالمسلمين جماعةً !

يتعجّب الفضل بن العبّاس ، فيندفع نحو النبيّ .

انظر !

يرفع عليّ عليه السلام رأس النبيّ إلى صدره ، يبدو أنّ حال النبيّ وخيمة جدّاً .

يشرح بلال ما يحدث الآن في المسجد ، وما أن يسمع النبيّ ذلك حتّى يقول : خذوني إلى المسجد !

انظر !

يقف أبو بكر في المحراب يصلّي بجماعة من الناس، فيما يقف عمر بقربه كأنّه يحميه !

ويقف جماعة في أطراف المسجد لم يشتركوا في الصلاة، لا يدرون ماذا يفعلون .

يدخل النبيّ المسجد ، يتوجّه نحو المحراب ، يشير بيده، فيتنحّى أبو بكر جانباً .

لم يستطع النبيّ الوقوف على رجليه ، فيصلّي جالساً مبتدئاً بالصلاة38 .

وبعد أن ينتهي النبيّ من الصلاة يلتفت نحو أبي بكر ويقول له : ألم آمر أن تُنفذِوا جيش أُسامة ؟ فلِمَ تأخّرتم عن أمري ورجعتم إلى المدينة ؟

يجيبه أبو بكر : إنّي كنت قد خرجت ثمّ رجعت ؛ لأجدّد بك عهداً !

فيلتفت النبي نحوه ويقول له : أسرِعوا والتحقوا بجيش أُسامة ، توجّهوا إلى حدود الروم ، اللّهمّ العن مَن تخلّف عن جيش أُسامة39 .

يرجع النبيّ إلى بيته .

يقرّر أبو بكر الالتحاق بجيش أُسامة ، ولكن عمر يقترب منه ويتكلّم معه .

نأمل أنّ أبا بكر سيعصي كلام عمر .

ولا أدري ماذا همس عمر بأُذن أبي بكر حتّى جعله ينصرف عمّا عزم عليه ؟40

لسان المؤامرة يطالب بالعدالة!

يتوجّه النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم إلى بيت زوجته أُمّ سلمة، فيلزم الفراش هناك .

لا بدّ أنّك سمعت باسم أُم سلمة ، تلك المرأة التي كان يطفح قلبها بحبّ الزهراء عليهاالسلام ، وتدافع دوماً

عن الوصي عليّ عليه السلام .

تلك التي نزلت في بيتها آية التطهير ، جزى اللّه خيراً ذلك اليومَ الذي كان النبيّ في بيتها ، لمّا التفت نحوها قائلاً : يا أُمّ سلمة ، اذهبي وارسلي بطلب عليّ وفاطمة والحسن والحسين أن يأتوا ها هنا41 .

فتنهض أُم سلمة من مكانها متوجّهةً نحوهم ، فلمّا دخل هؤلاء البيت نهض لهم النبيّ باحترام وأجلسهم إلى جنبه .

اعتنق النبيُّ عليّاً بيمينه ، والحسنَ بيساره ، وألقى الحسينُ يده على رقبة النبيّ جالساً في حضنه ، وجلست فاطمة عند رجليه ، فرفع النبيّ بصره نحو السماء وقال : اللّهمّ إنّ هؤلاء أهلي وعترتي ، فأذهِبْ عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً42 .

فينزل جبرئيل ومعه آية التطهير : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا »43 .

نعم ، أُمّ سلمة التي طالما بلّغت قصّة هذه الآية للناس ، مُظهِرةً حبّها الشديد لأهل هذا البيت .

على كلّ حال ، يقرّر النبيّ قضاء أيّامه الأخيرة في بيت أُمّ سلمة ، والآن يمكن لابنته المجيء إليه وعيادته .

ولكن في بيتٍ من بيوت المدينة كانت تُحاك مؤامرة .

كان البعض ممّن لا يروقهم مقام النبيّ في بيت أُمّ سلمة يخطّط لنقل النبيّ إلى بيت عائشة ؛ حتّى يمكنهم السيطرة على مجريات الأحداث .

يُشاع خبر في المدينة مفاده أنّ النبيّ لا يعدل بين نسائه !

ألم يأمر اللّه في القرآن بالعدل بين النساء ؟ فلماذا لا يذهب النبيّ إلى بيت عائشة ؟

وأخيراً يظفرون بمبتغاهم ، يصمّم النبيّ على الانتقال إلى بيت عائشة ، ليقطع على الناس كلامهم فيما لا يجوز الكلام فيه .

يعجز النبيّ عن المشي ، فيُحمَل في كساءٍ إلى بيت عائشة .

لو كان النبيّ يريد

المشي لتحامل على نفسه ومشى ، ولكن لم يفعل .

لا أدري هل وقعت على ما أعنيه ؟ يشهد التاريخ أنّ النبيّ حُمل بكساءٍ إلى بيت عائشة44 .

يعني لم يذهب النبيّ بقدميه إلى بيت عائشة .

يصيب الفرح والحبور البعضَ مِن حمل النبيّ إلى بيت عائشة ، البعض ممّن انفصل عن جيش أُسامة ، وممّن خطّط لهذا الجلب ، وممّن قرّر إعلان الفتنة السوداء في المدينة !

اشتقتُ إلى أخي !

اشتاق النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم إلى عليّ عليه السلام ، ضاق صدره لطول مكوثه في بيت عائشة دون أن يرى عليّاً .

ليتني كنت أعلم كيف كان حال عليّ في ذلك الوقت ، وقد ضاق صدره أيضاً لفراق الحبيب .

يجيل النبيّ طرفه فيما حوله ، يبصر عائشة وبعض الأفراد يحيطون به ، ولكنّ قلبه عند عليّ .

يلتفت نحو عائشة قائلاً : ادعوا لي أخي ، أُريد رؤية أخي !

تقفز عائشة من مكانها تطلب أباها أبا بكر .

تقول لأبيها : أسرِع نحو النبيّ فإنّه يطلبك !

يدخل أبو بكر الغرفة ويقترب من النبيّ ثمّ يجلس بقربه .

يفتح النبيّ عينيه ، فما أن رأى أبا بكر حتّى أعرض عنه بوجهه إلى الجهة الأُخرى .

وفي الأثناء يصل عمر ، فيقول له أبو بكر : اذهب إلى النبيّ من فورك ، فإن كلّمك فتلك فضيلة ما بعدها فضيلة ، حيث سيعلم الجميع أنّك أخوه !

يتوجّه عمر نحو فراش النبيّ ، فيُعرض النبيّ عنه أيضاً .

أُمّ سلمة التي جاءت لعيادة النبيّ تسمعه يقول : ادعوا لي أخي، أُريد رؤية أخي .

كانت تعلم مَن يعني النبيّ ، لذا أسرعت إلى من يطلبه النبيّ45 .

نعم، أراد النبيّ رؤية عليّ ، فقد اشتاق لرؤية حبيبه .

تخرج أُمّ سلمة من المنزل ، فتجد عليّاً

في إحدى السكك ، فتخبره بطلب النبيّ له .

يحثّ عليّ السير لرؤية النبيّ .

ما أن تقع عينا النبيّ على عليّ حتى يتهلّل وجهه، وتعلو الابتسامة مُحيّاه ، ويقول : إليَّ إليَّ يا حبيبي عليّ46 .

يدفع الشوق بعليّ نحو النبيّ ، فيأخذ برأسه ويضمّه إلى صدره ، ويضع النبيّ يده بيده .

يلتفت النبيّ إلى من حوله آمراً إيّاهم بإخلاء المكان .

نعم ، يريد النبيّ الاختلاء بحبيبه47 .

ويبدأ بمناجاة عليّ ، وتطول النجوى .

يعلّم النبيّ عليّاً ألف بابٍ من العلم ، يفتح كلّ باب ألف باب !

نعم ، أحاط عليّ بمليون باب علمٍ عن النبيّ48 .

حقّاً النبيّ مدينة العلم وعليّ بابها، ومن أراد هذا العلم فليتعلّمه من عليّ49 .

انظر .

يودّع عليٌّ النبيَّ ، ويخرج من الحجرة .

يحيط الحضّار بعليّ يسألونه : ماذا قال لك النبيّ ؟

فيكتفي بالقول أنّه علّمه مليون باب علم !

نعم ، لن يبوح عليّ بسرّ النبيّ لأيٍّ كان50 .

وبَقِيتُ بلهفة الدواة والكتف !

يصل خبر مرض النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم سريعاً إلى معسكر أُسامة ، فيتسلّل كثير من المسلمين واحداً تلو الآخر نحو المدينة .

اليوم هو يوم الخميس ، خمسة وعشرون يوماً مضى من صفر ، يجتمع ما يقارب من ثلاثين نفراً في بيت النبيّ51 .

جاؤوا لعيادته ، كانت دموع بعضهم تنساب على خدّيه حسرةً .

يلتفت النبيّ نحو أصحابه ويقول لهم : ائتوني بدواةٍ وكتف ؛ أكتبْ لكم كتاباً لن تضلّوا بعدي أبداً .

فيما يهمّ أحدهم بالنهوض لجلب الدواة والكتف وإذا بصوتٍ يباغت الحضّار : ارجع ! إنّ الرجل ليهجر ! القرآن يكفينا !

يا إلهي ! ماذا سمعت؟! مَن هذا الذي يتكلّم بهذا الكلام ؟

يديم كلامه : لقد غلب عليه الوجع ، أليس عندكم القرآن ؟ إذاً أيّ شيءٍ تريدون

أن يكتب لكم النبيّ ؟52

أمعنتُ النظر كي أتعرّف على هذا المتجاسر .

إنّه عمر مَن تكلّم بهذا الكلام53 .

قارئي العزيز .

ألم يأمرنا القرآن بالإنصات إلى كلام النبيّ ؟ ألم يذكر القرآن أنّ كلام النبيّ من وحي السماء لا من عنده ؛ إذ قال تعالى فيه: «مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَ مَا غَوَى * وَ مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَى »54

فلِمَ ينسب عمر الهذيان والهجر إلى النبيّ الأكرم ؟

يخالف البعضُ من الحضّار قول عمر فيقول : دعونا نجلب الدواة والكتف للنبيّ ليكتب لنا .

نعم ، هذا آخر طلب النبيّ ، النبيّ الذي ضحّى بنفسه لهؤلاء ، وبذل ما بذل لهدايتهم ، هل من الصحيح أن لا نحقّق آخر أُمنياته ؟

وماذا أراد منّا؟ ليس أكثر من قلم وورق ليكتب لنا كتاباً لا نضلّ بعد أبداً ؟55

فترتفع الأصوات ، بعضٌ يوافق ، وبعضٌ يخالف وينافق56 .

أنت تعلم أنّه بيت عائشة ، كلّ شيء في هذا البيت تحت سيطرة جماعة معيّنة ، حيث يرتفع صوتها عالياً : القول ما قال عمر !57

نعم ، إنّ حزباً معيّناً كان يدير دفّة الأُمور في ذلك البيت ، كانوا يخالفون كلّ شيء لا يصبّ في منافعهم .

وهم ما جلبوا النبيّ إلى هذا البيت إلاّ لمنعه من الحصول على القلم والورق .

هؤلاء كانوا يحلمون بالسلطة والرئاسة .

وممّا يزيد من تعجّبي ، أنّ النبيّ لا يزال حيّاً ! يريد أن يكتب لأُمّته ما يبقى في خاطرها ، فلماذا يخالف هؤلاء ؟

ومَن هو عمر مِن بين الناس حتّى ينبغي الاستماع إلى كلامه لا إلى كلام النبيّ ، وحتّى يُطاع ويُعصى النبيّ؟!

وترتفع الأصوات عند فراش النبيّ، وتصل إلى خارج الحجرة .

تدخل إحدى نسائه (

وأظنّها أُمّ سلمة ) الحجرة .

_ ما الخبر ؟ !

_ النبيّ يطلب دواةً وكتفاً ليكتب لنا كتاباً ، وعمر يخالف ذلك .

_ وَيْحَكم ! لماذا لا تطيعون النبيّ ؟!

يؤثّر كلام أُمّ سلمة في البعض، فتُثار فيهم الحمية ، صحيح، لماذا لا يجلبون للنبيّ الدواة والكتف ؟

يُصاب عمر بذعر شديد من أن يذهب البعض لجلب القلم والورق للنبيّ ، فيلتفت نحو أُمّ سلمة صائحاً : اسكتي ، فإنّه لا عقل لكِ !58

وكان لصوت عمر الغاضب هذا الأثر في إسكات بقيّة الأصوات .

أخذوا ينظر بعضهم إلى بعض ، هل الكتابة جريمة ؟ لماذا لا يقول أحدهم شيئاً ؟ !

يجيل النبيّ بصره فيما حوله متأسّفاً ، ماذا يقول لهؤلاء ، ألم ترَ إلى عمر كيف يتجرّأ على حريم النبي ؟

يسكت الجميع كأنّ على رؤوسهم الطير ، يقف عمر أمام عتبة الباب ، ليس لأحد الحقّ في النهوض لجلب القلم والورق !

تتعجّب الملائكة كلّها من هذا المشهد ، ليت النبيّ كان معافى أو كانت له القدرة على النهوض .

هل تتذكّر عزيزي القارئ ذهاب النبيّ إلى البقيع وإشارته إلى الفتنة السوداء ؟ مَن كان يتصوّر أنّ هذه الفتنة سريعاً ما سترسم مظلومية النبيّ وفي حياته ؟

كان عمر يعلم ماذا يريد أن يخطّ النبيّ بالدواة على الكتف ، كان النبيّ يريد أن يترك خلفه وثيقة تبقى أثراً مكتوباً خالداً حول خلافة وصيّه عليّ عليه السلام له59 .

كان تصميم عمر على منع النبيّ عن هذا الفعل بأيّ وسيلةٍ كانت .

وأنت ، هل تعرف لماذا ؟

عمر، هل كان قلبه يحترق على الإسلام أكثر من النبيّ ! !

هل كان يخاف أنّ الناس سيرفضون قيادة عليّ لهم ، فعليّ كان شابّاً يافعاً جدّاً ، ولهذا من

الصعب أن يقبله الناس قائداً عليهم . هكذا ادّعَوا.

وإنّي لفي عجب حقّاً مِن شخص يحترق قلبه على الإسلام كيف ينسب الهجر والهذيان إلى شخص النبيّ دفاعاً عن الإسلام !

هل حقّاً كان يريد حفظ الإسلام بذلك ؟ أم ... .

لا أدري ، أنا فقط أمعنت النظر في وجه النبيّ ، فوجدت قطرات دمع تترقرق في مآقيه .

ثمّ رأيته كيف يجيل النظر فيما حوله ويقول مغضباً : قوموا عنّي ، لا أُريد رؤيتكم60 .

فينهض الناس خارجين .

وفي اللحظات الأخيرة ، يقترب بعض الأصحاب من النبيّ ويهمسون له : يا رسول اللّه، نأتيك بدواةٍ وكتف ؟

ينظر النبيّ إليهم مليّاً ثمّ يقول : أنا لا زلت بين ظهرانيكم وأنتم تصرّفتم هكذا ، كلاّ ، لا أحتاج إلى الدواة والكتف ، ولكنّي أوصيكم بأهل بيتي خيراً61 .

ومرّة أُخرى تسيل دموع النبيّ من مآقيه .

لماذا يوصي النبيّ هكذا وصيّةً ؟ هل هناك خطر يتهدّد أهل بيته بعده ؟

كلُّ فهيم يعرف أنّ أيّاماً صعبة تهدّد آل بيت النبيّ بعده .

هؤلاء الذين نسبوا الهذيان والهجر إلى النبيّ ، لن يتورّعوا لأجل الوصول إلى دفّة الحكومة والرئاسة من فعل أيّ شيء62 .

أَريقوا علَيَّ سبع قِرب ماء

اليوم هو يوم الجمعة ، والناس يتوافدون نحو المسجد ، والكلّ يحدّث نفسه : هل سيجيء النبيّ إلى المسجد ؟ هل سيسمعون خطبته ؟

يشتدّ المرض على النبيّ ، وتزداد عليه الحمّى فتثقله ، ويأخذ السمّ مأخذه من بدنه الشريف ، فيصفرّ له لونه63 .

ولكن كلّ هذا لم يمنعه أن يُلقي على أُمّته آخر خطبة له في هذه الحياة الدنيا، لتكون خطبةَ وصيّةٍ ووداع وفراق .

يطلب من المقرّبين إليه نَزْحَ سبع قِرَب من ماء بئر .

يتمّ تحضير قرب الماء السبعة ،

فيأمر بسكب الماء على بدنه حتّى تخفّ عنه بعض الحمّى64 .

وفعلاً تخفّ الحمّى عن بدن النبي قليلاً ، يطلب منديلاً ليُعصِّب به رأسه .

ثمّ يأمر عليّاً عليه السلام والفضل بن العبّاس فأسنداه من ذراعيه فهَمّ بالخروج إلى المسجد .

فيما الناس ينتظرون في المسجد ، وإذا بهم يرون شخص النبيّ على عتبة باب المسجد في حالٍ من الضعف، بحيث إنّ رجليه كانتا تخطّان الأرض خطّاً .

بكى الجميع لهذا المشهد، والقلوب تتوجّس أنّ الحال يُؤذِن بالرحيل !

يصعد النبيّ المنبر فيقول : إنّ عبداً من عباد اللّه خيّره اللّه بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبدُ ما عند اللّه 65 .

يدرك الجميع أنّ هذا العبد هو شخص النبيّ الذي كان ينعى لهم نفسه ، ما أسرع ما سيلقى ربّه .

ترتفع أصوات الناس بالبكاء والنحيب .

فيعقّب النبيّ : يُوشِك أن أُدعى فأُجيب ، وأن لا أحد بخالدٍ في هذه الدنيا ، وكلٌّ ذائق الموت .

أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين .

ويسكت مليّاً ، وكانوا ينتظرون أن يتمّ النبيّ كلامه .

يقوم رجل من بين الناس ويقول : يا رسول اللّه ، ما هذان الثقلان ؟

فيجيب النبي قائلاً : ألا إنّي تارك فيكم القرآنَ وعترتي أهلَ بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يَردِا علَيَّ الحوض ، فانظروا كيف تَخْلِفوني فيهما .

وكلّكم تعلمون أنّي انتخبت عليَّ بن أبي طالب خليفةً من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوه ، ولا تعادوه ، فمن عاداه فقد عادى اللّه ، ولا ترتدّوا مِن بَعدي على أعقابكم .

عليٌّ أخي ووارثي وخليفتي ، وهو أوّل الناس إيماناً بي .

عليٌّ نورُ هدايتكم ، وهو حبل اللّه المتين ، فتمسّكوا به ولا تتفرّقوا عنه .

نعم ، لقد أبان النبيّ للناس كل

ما في قلبه ، فسمع الناس مرّةً أُخرى من فم نبيّهم فضائل عليّ ومقام عليّ66 .

بيت ابنتي بيتي

يدور الخبر في المدينة أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم يريد لقاء الأنصار .

أظنّك تتساءل: مَن هم الأنصار .

لمّا اشتدّ أذى مشركي مكّة للمسلمين وتعذيبهم ، طلب أهل المدينة من النبيّ أن يَقْدم عليهم .

فجاء النبيّ إلى المدينة ، فأضحى أهلها له خير أعوان وأنصار ، ودافعوا عنه بأنفسهم وأموالهم ، فسُمُّوا لذلك بالأنصار .

في تلك الظروف أخذ أهل مكّة يهاجرون إلى المدينة أفواجاً أفواجاً ، فسُمّوا بالمهاجرين .

اليوم يطلب النبيّ لقاء الأنصار .

انظر ، تغصّ حجرة النبيّ بكبار الأنصار ، فيما يقف آخرون خارجها .

يريد النبيّ أن يحدّثهم ، كانوا يعرفون أنّ هذه هي أيّامه الأخيرة ، ولربّما لن يَرَوه بعدها .

استمع .

_ يا أهل المدينة ، أيّها الأنصار ، قد حان الفراق ، وقد دُعِيتُ وأنا مجيب ، لم تقصّروا معي في كلّ شيء ، جزاكمُ اللّه بما فعلتم الجزاءَ الأوفى ، وقد بَقِيَت لي وصيّة أخيرة هي تمام الأمر .

يسأل الأنصار : ما هي يا رسول اللّه هذه الوصيّة ؟ بيِّنْها لنا فنفديك بمالنا وأنفسنا كما فعلنا ، فقد أنقَذَنا اللّه بك من الهَلَكة ، وكنتَ بنا رؤوفاً رحيماً .

فيقول النبيّ معقّباً : أُوصيكم بكتاب اللّه وأهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يَردِا علَيَّ الحوض ، وضلّ مَن تمسّك بأحدهما دون الآخر .

يتأمّل الجميع في كلام النبيّ ، كأنّه يريد أن يردّ نظرية عمر ورأيه المتطاول على حرمة النبوّة والوحي والرسالة .

أمس في هذه الحجرة صرخ عمر : يكفينا القرآن ! واليوم يريد النبيّ أن يوضّح للناس أنّ القرآن وحده لا يكفي لهداية المجتمع .

استمع إلى هذا الكلام

جيّداً :

_ أيّها الناس، إنّي تارك فيكم القرآن وأهل بيتي ، مَن تمسّك بأحدهما دون الآخر لا يتقبّل اللّه منه عملاً .

العمل الصالح طاعة الإمام وليِّ الأمر والتمسّك بحبله .

أيّها الناس، أفَهِمتُم ؟

اللّه اللّه في أهل بيتي ، فَهُم مصابيح الظُّلَم ، ومعادن العلم .

ألا إنّ باب ابنتي فاطمة بابي ، وبيتها بيتي ، فمن هتكه فقد هتك حجاب اللّه 67 .

كان الأنصار الذين يستمعون إلى هذا الخطاب يعلمون ماذا يعني النبيّ بهذا الكلمات ، وإلى مَن ينوّه وإلى ماذا .

وكانوا يعلمون مدى تعلّق النبيّ بابنته فاطمة .

ولكنّهم كانوا متعجّبين لماذا كلّ هذا التأكيد على حفظ حرمة بيت فاطمة ؟ !

يا تُرى هل من خطرٍ قادمٍ يهدّد هذا البيت ؟

وأيّ مسلم لا يحفظ حرمة بيت لا ينزل فيه جبرئيل بدون إذن أهله ؟

هذا أمر ربّي

يشيع الخبر في سكك المدينة أنّ النبيّ دعا الأنصار في بيته، وأنّه يكلّمهم الآن .

ويظلّ المهاجرون يحلمون بمثل هذا الشرف ، أي أن يسمعوا آخر كلام من نبيّهم .

وتتحقّق أُمنيّتهم ، فما أسرعَ ما يَقدْم بلال فيخبر جميع المهاجرين بطلب النبيّ لهم في بيته .

يغصّ بيت النبيّ مرّة أُخرى بالناس ، ويلتفّ حوله كبار المهاجرين .

يقول النبيّ : أيّها الناس ، إنّي قد دُعيت ، وإنّي مجيب دعوة الداعي ، ومرّة أُخرى أُذكّركم أنّي قد أوصيتُ إلى وصيّي ، ولم أهملكم بلا هادٍ لكم مِن بعدي .

وإذا بشخص يقطع كلام النبي قائلاً : فبأمرٍ مِن اللّه أوصَيتَ أم بأمرك ؟ !

يتعجّب الجميع ! مَن هذا الذي يتجرّأ ويحاكم فيتفوّه بمثل هذا الكلام ؟ القرآن يصرّح أنّ جميع كلام النبيّ إنّما هو وحيٌ يُوحى به ، فما معنى هذا السؤال ؟

هل عرفته؟

إنّه عمر .

ينظر النبيّ إليه فيقول : اجلس يا عمر ! أُوصيتُ بأمر اللّه بتنصيب عليّ خليفةً من بعدي .

ويديم النبيّ خطابه للناس : أيّها الناس ، اسمعوا لخليفتي من بعدي وأطيعوه ، اعلموا أنّ ولاية عليّ بن أبي طالب ولايتي وولاية ربّي68 .

مع مَن يصلّي عيسى عليه السلام؟

يعود سلمان الفارسي النبيَّ صلى الله عليه و آله وسلم ، فيجري بينهما حوار.

في الأثناء تصل ابنة النبيّ فاطمة عليهاالسلام ، تريد تجديد النظر إلى أبيها ، وفيما كانت تدخل حجرة النبيّ كانت الدموع تترقرق في مآقيها .

يبصر النبيّ دموع حبيبته فاطمة، ويرى بكاءها ، فيقول لها :

_ ما يُبكيك يا بنيّة ؟

_ وكيف لا أبكي وأنا أرى ما بك من الضعف، فَمَن لنا بعدك يا رسول اللّه ؟

_ توكّلي على اللّه واصبري .

يرسم الغمّ خيوطه على وجه فاطمة ، فيريد النبيّ أن يقول شيئاً لتسكين خاطر فاطمة .

_ يا فاطمة ، هل نسيتي أنّي أنا أبوكِ ؟ وزوجك عليّ خليفتي ؟ أليس عليٌّ خير البشر ؟ أوّلهم أيماناً بي ، أليس هو أشجع الناس ؟

انظر كيف ارتسمت ابتسامة السعادة على وجه فاطمة .

ويعقّب النبيّ قائلاً :

_ هل سررتُكِ يا فاطمة ؟ أفلا أزيدك ليزداد سرورك ؟

_ بلى يا نبيّ اللّه .

_ اعلمي يا ابنتي أنّ المهديَّ الذي يصلّي عيسى عليه السلام خلفه من ذرّيتكِ .

فتفرح فاطمة فرحاً شديداً ، وينجلي ما كان بها من غمٍّ وهمّ69 .

حبيبي عليّ ، لماذا لا تجبني ؟

اليوم هو يوم السبت ، ستّة وعشرون مضت من صفر ، يلازم النبيّ صلى الله عليه و آله وسلمفراشه .

يجيء بنو هاشم لعيادة النبيّ ، وكان صلى الله عليه و آله وسلم يُغمى عليه تارة ويفيق أُخرى70 .

أخذ العبّاس عمّ النبيّ رأسه في حضنه ، يفيق النبيّ .

يفتح عينيه فيبصر عمّه عند رأسه ، يقدم عليه بوجهه قائلاً :

_ ياعمّ ، هل تقبل وصيتي وتؤدّي عنّي ديني ؟

ينظر العبّاس نحو النبيّ ويقول : يا رسول اللّه ، أنت في الجود غير مُجارى ، وعندك عِداة كثيرة وأنا غير ذي مال ، فكيف يمكنني أداء كلّ ما عليك ؟ فلو صرفت ذلك

عنّي إلى مَن هو أطوق له منّي .

ويعيد النبيّ كلامه ، ويجيبه العبّاس بمثل ما أجاب71 .

يلتفت النبيّ نحو عليّ عليه السلام ويقول : يا عليّ ، هل تقبل وصيّتي وتؤدّي عنّي ديني ؟

يا إلهي ! لماذا لا يجيب عليّ .

انظر ، يمنع البكاءُ عليّاً عن الإجابة ، كان يختنق بعبراته72 .

نعم ، تفوح من كلمات النبيّ رائحة الرحيل ، وعليّ هو نفس النبيّ، كيف سيتحمّل فراقه ؟

يلتفت النبيّ مرّة أُخرى نحو عليّ ويكرّر عليه : يا عليّ ، هل تعمل بوصيّتي ؟73

فيجيبه عليّ حينئذٍ بصوت متقطّع : نعم بأبي أنت وأُمّي ، ذلك علَيَّ .

انظر ، ترتسم ابتسامة جميلة على مُحيّا النبيّ ، حقّاً لا غمّ على النبيّ مع حضور عليّ .

فيرفع النبيّ صوته فرحاً : يا عليّ، أنت أخي في الدنيا والآخرة ، وإنّك خليفتي ووصيّي .

ينادي النبيّ : يا بلال ، علَيَّ بالمِغْفَر والدرع والراية وسيفي ذي الفَقار وعَمامتي السَّحاب74 .

يخرج بلال من الغرفة مسرعاً ، وبعد لحظات ... .

انظر ، يعود بلال محمَّلاً ، يلتفت النبيّ نحو عليّ ويقول : يا عليّ اقبضها لا ينازعك فيها أحد .

يريد النبيّ أن يشهد الجميع أنّ هذه الوسائل من الآن فصاعداً متعلّقةٌ بشخص عليّ ، ولا يحقّ لأحد منازعته عليها75 .

يأخذ عليّ مواريث النبيّ، ثمّ يتوجّه إلى بيته .

راية بيد بطل

انظر ، ما أجمل هذه الراية بيد عليّ .

أتدري أنّ هذه الراية لم ترتفع سوى مرّة واحدة ؟

نعم ، في معركة بدر أعطى جبرئيل النبيّ هذه الراية ، فنشرها وقاد بها المسلمين نحو النصر .

ثمّ لم ينشر النبيُّ هذه الراية في أيّ معركة أُخرى ، طواها ، واليوم يُعطيها لعليّ .

إنّ هذه الراية ليست من

قماش الدنيا كالقطن والكتّان والحرير ، إنّها من ورق الجنّة76 .

ومن شرف نورها أنّها تُضيء ما بين المشرق والمغرب77 .

إذا ما نُشرت تنشر الرعب والخوف في قلوب العدوّ ، فتشلّه عن أن يفعل شيئاً78 .

وهي الراية التي ستصل إلى يد المهدي .

نعم ، إنّها علامة الإمامة ، تنتقل من إمامٍ إلى إمام .

حينما يظهر المهديّ ، يظهر ناشراً هذه الراية .

قارئي العزيز .

أتدري حينما تُنشر هذه الراية كم من الملائكة تنزل من السماء ؟

1 _ الملائكة الذين كانوا مع نوح في السفينة .

2 _ الملائكة الذين كانوا مع إبراهيم حين أُلقي في نار نمرود .

3 _ الملائكة الذين كانوا مع موسى حين فُلِق البحر لبني إسرائيل .

4 _ الملائكة الذين كانوا مع عيسى حين رفعه اللّه إليه .

5 _ وأربعة آلاف مُسوِّمين كانوا مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم79 .

تُقيم الشيخَ وتُجلس الغلام ؟

يجلس العبّاس عمّ النبيّ بقرب فراش النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ، وليس هناك من متّسع في الحجرة لشدّة الزحام .

وبعد لحظات .

يدخل علي عليه السلام راجعاً من بيته .

لا يوجد مكان لجلوس عليّ ، فيقف عند عتبة الحجرة .

تقع أنظار النبيّ على عليّ ، فيلتفت نحو العبّاس طالباً منه القيام كي يجلس علي مكانه .

فيقوم العبّاس من مكانه وهو يقول : يا نبيّ اللّه، تقيم الشيخ وتُجلس الغلام ؟80

إذا نظرت إلى وجه العبّاس ، ستراه مغضباً .

حقّاً ، لماذا يجب أن يكون هكذا ؟ حتّى بعض بني هاشم لا يطيقون أن يشهدوا بعضَ فضائل عليّ !

أليس عليّ خليفة النبي ؟ لا بدّ أنّ النبيّ عنده مع عليّ أمرٌ خاصّ يستدعي وجوده بقربه .

يَقدْم عليّ فيجلس قرب النبيّ .

يلتفت النبيّ فيما حوله ويقول : يا بني هاشم ، لا تخالفوا عليّاً

فتَضِلّوا ، ولا تحسدوه فتكفروا ! 81

لا يزال العبّاس مستاءً ، لماذا أعطى النبيّ مكانه لعليّ ؟

كان يهمّ بالخروج من الحجرة حينما ناداه النبيّ : يا عمّ ، لا أخرجْ من الدنيا وأنا ساخط عليك .

فيرجع ويجلس في مكانٍ آخر .

المهمّ الآن أن أعرف ما هو هذا الأمر المهمّ الذي دعا النبيَّ أن يُدنيَ عليّاً إلى قربه .

ينزع النبيّ خاتمه من إصبعه ويقول : يا عليّ، تختّم بهذا في حياتي فيَرَوك جميعاً82 .

يشاهد الجميع عليّاً وهو يتناول خاتم النبيّ ويضعه في إصبعه .

عندها يستجمع النبيّ قواه ليقول : اعلموا أنّ عليّاً خليفتي ووصيّي مِن بعدي .

ثمّ يأخذ بيد عليّ ويرفعها عالياً ليراه الجميع، ويقول : هذا عليٌّ مع القرآن والقرآنُ مع عليّ ، لا يفترقانِ حتّى يَرِدا علَيَّ الحوض83 .

ثمّ يلتفت نحو عليّ ويقول : يا عليّ، لا تفارِقْني حتّى تُوارِيَني في رَمسي84 .

حسرات قُبَيلَ الرحيل

اليوم هو يوم الأحد ، سبعة وعشرون ليلةً مضت من صفر ، يبدو أنّ حال النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم قد تحسّنت قليلاً .

يقرّر النبيّ الخروج إلى المسجد مرّة أُخرى للصلاة بالناس ، لا أحد يتصوّر أنّها ستكون آخر صلاة له في المسجد .

ينتظر المسلمون جميعاً ، وإذا بهم يرون النبيّ يدخل ويده بيد عليّ عليه السلام، ثمّ ويتوجّه من فوره نحو المحراب .

يخفّف النبيّ صلاته ، وبعد أن يتمّها يتوجّه إلى بيت فاطمة عليهاالسلام85 .

يريد أن يُري الناس مرّةً أُخرى حبّه وتعلّقه بابنته .

يدخل النبيّ بيت فاطمة .

يتقدّم الحسن والحسين عليهماالسلام لاستقباله ، فيفتح لهما جَناحَيه فيضمّهما إليه ، ويأخذ بتقبيل ريحانتيه .

انظر .

كان الحسن أشدّهم جزعاً وبكاءً ، فيضمّه النبيّ إلى صدره ويقول له : كُفَّ يا حسن ، فقد شققتَ على رسول

اللّه 86 .

يا تُرى هل سيعود النبيّ مرّةً أُخرى إلى هذا البيت ؟

طالما النبيّ على قيد الحياة فأهل هذا البيت معزّزون يجلّلهم الجميع .

ولكن هل سيبقى الناس هكذا مع أهل هذا البيت بعد رحيل النبيّ ؟

أيّام صعبة في الانتظار

يتوجّه النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم مع عليّ عليه السلام نحو بيته ، ويأوي إلى فراشه .

وبعد ساعات يَقدْم البعض لعيادة النبيّ .

أخذ السمّ يؤثّر في جسده ، فيصفرّ لونه .

انظر ، يجلس عليّ بقرب النبيّ وهو يأخذ برأسه يضمّه إلى صدره ، والدموع تترقرق في مآقيه .

وفيما هما على هذه الحالة ينزل جبرئيل عليه السلام ، جاء في مهمّة أُخرى .

_ يا محمّد، مُرْ بإخراج مَن في الدار إلاّ وصيَّك عليّاً .

انظر ، جبرئيل يحمل معه كتاباً .

يلتفت جبرئيل نحو النبيّ ويقول : يا محمّد، ربّك يُقرئك السلام ويقول : هذا كتاب ما كنتُ عَهِدتُ إليك ، ناول هذا الكتاب لوصيّك عليّ .

فيقول النبيّ : يا جبرئيل ، ربّي هو السلام ، ومنه السلام ، وإليه يعود السلام، هاتِ الكتاب .

يدفع جبرئيل الكتاب إلى النبيّ، ويدفعه النبيّ إلى عليّ، ويأمره أن يقرأه حرفاً حرفاً .

هل تدري أنّ هذا العهد هو ميراث الأنبياء ؟87

انظر إلى مولاك، إنّه الآن يقرأ العهد بدقّة .

كلّي شوق لمعرفة ما خُطّ في هذا الكتاب .

وبعد لحظات .

يلتفت النبيّ نحو عليّ فيقول :

_ يا عليّ ، أخذتَ وصيّتي وعرفتَها ، وضمنتَ للّه ولي الوفاءَ بما فيها ؟

_ نعم بأبي أنت وأُمّي، علَيَّ ضمانها ، وعلى اللّه عوني وتوفيقي على أدائها .

_ يا عليّ ، إنّي أُريد أن أُشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة .

_ نعم أَشهِد .

_ إنّ جبرئيل وميكائيل عليهماالسلام فيما بيني وبينك الآن، وهما حاضران ومعهما الملائكة المقرّبون

، لأُشهدهم عليك .

_ نعم ، ليشهدوا ، وأنا أُشهدهم .

إنّى لفي عجب شديد ، يا تُرى ماذا كُتب في هذا العهد حتّى يؤكّد النبيّ على عليّ كلّ هذا التأكيد ؟!

لشدّ ما أتلهف لمعرفة ما خُطّ في ذلك العهد .

ولكان يسرّني أني أستطيع أن أقرأ عليكم قُرّائي الأعزّاء بعضاً منه .

يعقّب النبيّ :

_ يا عليّ ، تفي بما فيها (الوصيّة) من موالاة من والى اللّه ورسوله ، والبراءة والعداوة لمن عادى اللّه ورسوله ، والبراءة منهم، وعلى الصبر منك على كظم الغيض وعلى ذَهاب حقّك وغصب خُمسك وانتهاك حرمتك ؟

_ نعم يا رسول اللّه .

صوت يتناهى، كأنّي أسمعه يقول : يا محمّد ، عرّفْه أنّه يُنتهك الحرمة ، وتُخضَّب لحيته من رأسه بدمٍ عبيط!88

عزيزي القارئ .

كان هذا صوتَ جبرئيل يطلب من النبيّ إيصال خطابه إلى مولاك عليّ .

يا للعجب ! ألم يبايع الناسُ جميعاً عليّاً في غدير خمّ ؟

ألم يأمر النبيّ مراراً وتكراراً بمحبّة أهل بيته والرحمة بهم ؟

هل نسي الناس كلّ هذا الكلام حتى ينتهكوا حرمة علي وأهل بيته ؟!

وفي الأثناء كلام آخر تجري مداولته ، لا أسمعه ، كلّ ما أراه هو دموع عليّ تترقرق في عينيه وتسيل على خدّيه .

يا تُرى ماذا سيحدث بعد وفاة النبيّ ؟

من يتصوّر أنّ المسلمين سيجتمعون لحرق باب عليّ !

من يتصوّر أنّهم سيضعون حبلاً في رقبته ويسحبونه نحو المسجد .

من يتصوّر أنّ ناموسه وهو ناموس اللّه سيُضرب بالسوط .

وأنّى لأحد أن يتصوّر كلَّ هذا !

لماذا على عليّ أن يرى كلّ ذلك بأمّ عينيه ولا يفعلَ شيئاً، وإنّما عليه أن يصبر ؟

اليوم يعاهد عليٌّ النبيَّ على الصبر على كلّ بلاءٍ ورزيّةٍ بعده ؛ وذلك لأنّ صبره

سيكون الكفيل بحفظ الإسلام .

نعم ، لولا صبر عليّ فإنّ أعداء الإسلام سيهدمون كلَّ ما بناه نبيّ الإسلام .

أليس عليّ هو الذي أحيا بسيفه الإسلام في كلّ حروبه ؟ فعليه إذن أن يصبر غداً لحفظه .

الآن ينقل النبيّ كلام جبرئيل لعليّ ، برأيك ماذا سيكون جواب عليّ ؟

انظر ، عليّ يسجد، يعاهد ربّه في سجدته : قَبِلتُ ذلك ياربّ ، وأنا راضٍ به .

حان الآن وقت ختم العهد ، نعم لقد وافق عليّ على كلّ ما جاء فيه .

تختم الملائكة على هذا العهد وتناوله عليّاً .

على أن يسلّم عليّ هذه الوصية آخر أيّام حياته إلى ولده الحسن المجتبى عليه السلام ، وهكذا كلّ إمام يوصلها إلى الإمام الذي يليه ، حتّى تصل إلى يد الإمام المهديّ خاتم الأوصياء89 .

وواحشَتاه!

طلب جبرئيل وجميع الملائكة من النبيّ الإذنَ والعودة إلى السماء .

فلم يَبقَ في الحجرة سوى النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم وعليّ عليه السلام .

انظر .

مولاك عليّ متفكّر فيما آلت إليه الأُمور ، ها قد حمّله اللّه مسؤولية حفظ الإسلام بعد النبيّ ، والصبر على المحن الهائلة، والسعي لهداية الأُمّة .

يالها من مسؤولياتٍ عصيبة!

وهذا الذي قد رأيتَ هو علامة على قرب رحيل النبيّ إلى ربّه ، ووداعه لهذه الدنيا الفانية .

ولا شيء أشدّ إيلاماً ومشقّة على قلب مولاك عليّ مثل فراقه للنبيّ .

كان ملاصقاً به منذ أن أبصرت عيناه النور .

واليوم كيف سيتحمّل فراق البعد عنه ؟

يكبّ عليّ بوجهه على وجه النبيّ ويقول له ودموعه تنساب على خدّيه : بأبي أنت وأُمّي، سيضيق صدري لفراقك ، وسيطول غمّي لِبُعدك يا أخي90 .

ينظر إليه النبيّ ويقول : يا عليّ ، لقد قدّمتُ إليهم بالوعيد بعد أن أخبرتُهم رجلاً رجلاً ما افترض اللّه ُ عليهم

من حقّك، وألزمهم من طاعتك ، وكلٌّ أجاب وسلّم إليك الأمر ، وإنّي لَأعلمُ خلاف قولهم ، فإنّي أوصيك بالصبر على ما ينزل بك91 .

وتسوء حال النبيّ ، فيُغمى عليه .

اهتزاز عرش اللّه

تدخل عائشة الحجرة وتجلس جانباً .

يفيق النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم من إغمائه ، يسأله عليّ عليه السلام :

_ يا نبيّ اللّه ، إذا رحلتَ إلى ربّك ، أين أدفنك ؟

_ هنا في بيتي .

فتقول عائشة وكانت تسمع الكلام : وأين أسكن ؟

يجيبها النبيّ : اسكني بيتاً من البيوت ، إنّما هو بيتي ، ليس لكِ الحقّ إلاّ ما لغيركِ . يا عائشة! لا تخالفي مولاكِ عليّاً92 .

نعم ، هذا البيت هو بيت النبيّ ، تَرِثه مِن بعده عائلته ، حينما تقسّم الإرث ترى أنّه لن يصل إلى عائشة منه سوى ما يعادل اثني عشر سنتمتراً من الحجرة .

ليس لعائشة الحقّ أكثر من هذه الاثني عشر سنتمتراً ، ومع ذا يأمرها النبيّ بالخروج من البيت والعيش في بيتٍ آخر .

ولكن هل ستُطيق عائشة هذا الأمر ؟

يخيّم سواد الليل ، وتشتدّ حلكة الظلام .

الليلة هي آخر ليلة من عمر النبيّ ، وهو طريح الفراش ، وعليّ يجلس عند رأسه مغموماً .

يشتاق النبيّ إلى ابنته فاطمة عليهاالسلام ، يطلبها .

وبعد لحظات ، تدخل فاطمة ومعها الحسن والحسين .

وما أن تقع عيناها على النبيّ وتراه في هذه الحالة، حتّى تجري دموعها على خدّيها .

يستدعيها النبيّ إلى جنبه ، يأخذ عليّ بيدَي الحسن والحسين عليهماالسلام ويخرج من الحجرة .

وفي الخارج تقترب عائشة من عليّ تسأله :

_ لأيّ أمرٍ خلا النبيّ بابنته وأخرجك ؟ !

_ قد عرفتُ لِمَ خلا بها ، وأرادها له93 .

وبعد ساعة وإذا بصوت فاطمة ينادي : ادخلْ يا عليّ

.

يدخل عليّ الحجرة، وإذا به يرى النبيّ يجود بنفسه .

يبكي عليّ وتجري دموعه على لحيته ، ويرتفع صوته بالبكاء .

يلتفت النبيّ نحوه ، يسأله : ما يبكيك ؟

وبعد لحظات ، يأخذ النبيَّ تفكيرٌ عميق ، وفجأةً يبدأ هو أيضاً ينشج بالبكاء .

يا إلهي ماذا يجري ؟ لماذا النبيّ يبكي ؟

استمعْ ، يكشف النبيّ عن سبب بكائه : أبكي لما سيجري عليك يا عليّ وعلى ابنتي فاطمة ، فقد أجمع القوم على ظلمكم ، وقد أستودِعُكُم اللّه َ .

يا لَلعَجب ! ألم يؤكّد النبيّ كلّ تلك التأكيدات على مقام أهل بيته في الناس ؟ لأيّ شيءٍ يريد المسلمون إيصال الأذى لوحيدة النبيّ وحبيبة قلبه ؟

أيّ غرض يرومون من ذلك ؟

يلتفت النبيّ نحو عليّ : يا عليّ ، قد أوصيتُ ابنتي فاطمة بأشياء وأمرتُها أن تُلقيَها إليك ، فأنفذها .

لا أحد يعرف مالذي قاله النبيّ لفاطمة ؟

ولكنّ السؤال الذي لا يزال يعتلج في ذهني هو لماذا لم يُلقِ النبيّ كلامه مباشرةً إلى عليّ ، وإنّما طلب من فاطمة نقله إليه ؟

ومرّةً أُخرى يضمّ النبيّ فاطمة إليه ويقبّل جبهتها ويقول : فداكِ أبوكِ يا فاطمة .

وتجهش فاطمة بالبكاء بعد أن تطفح عَبرتها .

ويعقّب النبيّ وهو لا يزال يضمّها إليه : أما واللّه ِ لَينتقمنّ اللّه ربّي ولَيغضبنّ لغضبكِ ، فالويل ثمّ الويل ثمّ الويل للظالمين !

يا تُرى ما الذي سيحلّ بعد وفاة النبيّ ؟

يجهش النبيّ بالبكاء ، وتذرف فاطمة الدموع بغزارة ، ويرتفع صوت بكاء الحسن والحسين .

ما الذي يجري في هذا البيت الليلة ؟ لماذا الجميع يبكي ؟

أسمعُ أصواتَ بكاء كثيرة غير بكاء هؤلاء .

إنّها الملائكة ، وهذا صوت جبرئيل يبكي لبكائهم94 .

يخاطب النبي ابنته : هوّني عليكِ

يا بُنيّتي ، والذي بعثني بالحقّ لقد بكى لبكائك عرش اللّه وما حوله من الملائكة95 .

عندها تهدأ فاطمة ، ولكن ظلّت عيناها محمرّة من شدّة البكاء ، وابتلّ وجه النبيّ بالدموع .

ويأخذ النبيّ يكلّم ابنته يطيّب خاطرها : يا فاطمة ، أنتِ أوّل خلق اللّه يدخل الجنّة ، أنتِ سيّدة نساء الجنّة .

يا فاطمة ، يأمر اللّه جهنّم بالسكون والاستقرار حتّى تجوزين على الصراط .

يا فاطمة ، والذي بعثني بالحقّ أنّك لتدخلين الجنّة والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك ، ولتُشرِفِنّ من أعلى الجنان بين يدي اللّه في المقام الشريف ، ولواء الحمد مع عليّ بن أبي طالب .

يا فاطمة ، لأقومنّ بخصومة أعدائك ، وليندمنّ قوم أخذوا حقّكِ وقطعوا مودّتك96 .

كان النبيّ يتكلّم بهذا الكلام ليهدى ء من روع ابنته وحبيبته فاطمة ، ويخفّف عنها ؛ فإنّه قد اهتزّ عرش اللّه لبكائها !!

هذه أمانتي بيدك

اليوم يوم الاثنين، وقد مضى ثمانية وعشرون يوماً من صفر .

رأس النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم لا يزال في حِجْر عليّ عليه السلام ، يُفيق تارةً ويُغمى عليه أُخرى .

أخذ سمّ تلك المرأة اليهودية من بدنه مأخذَه ، فلا أمل من شفائه .

نعم ، النبيّ يقترب رويداً رويداً من نيل أُمنيّته في الشهادة .

ويتيقّن الناس أنّ هذه هي الساعاتُ الأخيرة من عمره الشريف .

عزيزي القارئ ، ها هو نبيّك الآن يريد أن يكلّم عليّاً بشأنك !

اصبرْ علَيَّ قليلاً ولا تتعجّب .

ألستَ من شيعة عليّ ؟ إذاً يحقّ لك أن تسمع هذا الكلام ، وبعدها تعجّب أو لا تتعجّب .

_ يا عليّ ، إنّ شيعتك وأنصارك موعدي وموعدهم الحوض يوم القيامة ، إذا جاءت الأُممُ على رُكَبها وبدا للّه في عَرضِ خَلقْه ، فيدعوك وشيعتك فتجيؤوني غُرّاً

محجَّلين، شِباعاً مَرويّين .

وأمّا أعداؤك يا عليّ، فإنّهم يجوزون يوم القيامة ظِماءً مُظْمَئين، أشقياءَ معذّبين، مُسودّةً وجوههم97 .

انظر ، الآن تدخل فاطمة عليهاالسلام مع مجموعة من نساء المدينة ومعها الحسن والحسين عليهماالسلام حجرةَ النبيّ .

يتوجّه الحسن والحسين نحو جدّهما فيُلقيانِ بنفسيهما عليه يحتضنانه ويبكيان .

ينهض عليّ يريد رفعهما عنه ؛ وذلك لشدّة حاله .

ولكنّ النبيّ الذي كان غارقاً في شمّ وتقبيل ولدَيه الحسنين، يطلب من عليّ أن يتركهما .

_ يا عليّ، دَعْني أشمَّهما ويشمّاني ، وأتزوّد منهما ويتزوّدان منّي ، أما إنّهما سيُظلَمان بعدي ويُقتلان ظلماً ، اللّهمّ إنّي أستودُعكهما وصالحَ المؤمنين98 .

وتمضي اللحظات ثقيلة عصيبة رهيبة.

فاطمة جالسة قرب النبيّ .

انظر ، يأخذ النبيّ بيده يد فاطمة اليمنى ويضعها على صدره ، ويأخذ بيده الأُخرى يد عليّ .

يريد أن يتكلّم ، ولكن يمنعه البكاء ، فلا يستطيع الكلام .

ولمّا رأت فاطمة بكاء أبيها بكت وهي تقول : يارسول اللّه، لقد أحرقتَ قلبي ببكائك .

قارئي العزيز .

يا تُرى ماذا كان يريد أن يقول نبيّك حتّى منعه البكاء ؟

انظر ، لا تزال يدا النبيّ تقبضان على يَدَي فاطمة وعليّ .

وأخيراً يضع يدَ فاطمة بيد عليّ ويقول : يا عليّ، هذه وديعةُ اللّه ووديعة رسوله عندك، فاحفَظْها . يا عليّ، هذه واللّه ِ سيّدةُ نساء أهل الجنّة ، هذه واللّه ِ مريمُ الكبرى99 .

ثمّ ضمّ الحسنَ والحسين وفاطمة وعليّاً إليه، ورفع يديه الضعيفتين نحو السماء وأخذ يقول : اللّهمّ إنّي لهم ولمَن شايَعَهم سِلْم ، وعدوٌّ وحربٌ لِمَن عاداهم وظلمهم .

ويلتفت نحو فاطمة ويقول : يا فاطمة ، لا أرضى حتّى تَرضَي100 .

أتأذن لي بالدخول ؟

لحظات على مغيب الشمس والنبيّ صلى الله عليه و آله وسلم يتهيّأ للرحيل101 .

يلتفت نحو فاطمة عليهاالسلام ويقول : ابنتي فاطمة ،

إنّي راحل عنكم ، اقتربت ساعة الرحيل .

يرتفع صوت بكاء فاطمة ، لا يتحمّل النبيّ رؤية هذا المشهد .

هل يستطيع فعل شيء في هذا اللحظات الأخيرة ليسلّيها ؟!

يقرّب النبيّ ابنته منه ويبدأ يخاطبها .

لا أدري ماذا حصل حتّى ارتسمت فجأةً ابتسامةٌ مُرهَقة على وجه فاطمة ؟! انظر ، كم هي مستبشرة !

يا تُرى ماذا أسرّ النبيُّ لابنته حتّى سرى عنها ؟!

أسأل فاطمة، ماذا قال لها النبيّ ؟

تقول بأنّ النبي قال لها : أنتِ أوّلُ أهل بيتي لُحوقاً بي102 .

نعم ، إنّ فاطمة الآن تعرف أنّها لن تبقى طويلاً بعد أبيها في هذه الدنيا ، لهذا السبب خفّ عنها بعض المصاب .

يصعب على قلب فاطمة ابتعادها عن أبيها .

رأس النبيّ في حِجْر عليّ، فيما تجلس فاطمة والحسن والحسين عليهماالسلام بقربه .

وإذا بصوت من خارج البيت : السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة ، أدخل ؟

مَن هذا الذي جاء في تلك اللحظات لزيارة النبيّ ؟

تنهض فاطمة متوجّهةً نحو صاحب الصوت ، فترى أعرابياً عليه سيماء الوقار يقف خارج الدار ؟

تقول له : آجرك اللّه في ممشاك يا عبد اللّه ، إنّ رسول اللّه مشغول بنفسه .

ثمّ تُغلق الباب وتعود إلى الحجرة103 .

وبعد لحظات ، نفس صوت الرجل يطلب الإذن بالدخول .

وتذهب فاطمة وتجيبه كما أجابته أوّل مرّة .

مَن هذا الرجل الأعرابي يا تُرى ؟ وماذا يريد ؟

وينادي الرجل مرّة ثالثة بالإذن بالدخول .

ولكن هذه المرة رافعاً من صوته حتّى يُسمِعَ النبيّ .

النبيّ يعرفه ، يلتفت إلى ابنته فيقول :

_ يا فاطمة مَن بالباب يطلب الإذن بالدخول ؟

_ إنّ رجلاً يستأذن بالدخول، فأجبناه مرّة بعد أُخرى .

_ يا فاطمة أتدرين مَن بالباب ؟ هذا عزرائيل ! هذا لا

يطلب الإذن بالدخول على بيت أحدٍ غير هذا البيت .

ثمّ يرفع النبيّ صوته : ادخل104 .

يدخل عزرائيل البيت ويسلّم على النبيّ وعلى أهل بيته .

يجيب النبيّ سلامه ويقول :

_ جئتَني زائراً أم قابضاً ؟

_ جئتك زائراً وقابضاً ، وأمرني اللّه عزّ وجلّ أن لا أدخل عليك إلاّ بإذنك، ولا أقبضَ روحك إلاّ بإذنك ، فإن أذِنتَ وإلاّ رجعتُ إلى ربّي .

_ يا مَلكَ الموت، أين خلّفت حبيبي جَبرئيل ؟

_ خلّفتُه في سماء الدنيا105 .

وما هي إلاّ لحظات حتّى كان جبرئيل نازلاً من السماء، فدنا وجلس بقرب النبيّ .

لو أمعنتَ الفكر جيّداً ، فسترى ملكاً وخلفه آلاف الملائكة قد حلّوا هنا أيضاً .

هل تعرفه ؟

اسمه إسماعيل ، واحدٌ من أكبر الملائكة ، لم ينزل إلى الأرض قطّ غير هذه المرّة ، وهو في الهواء على سبعين ألف مَلك .

جاء مع سبعين ألف ملك لاستقبال النبيّ ، إكراماً لروحه القدسية العليا106 .

تنظر الملائكة نحو النبيّ وتقول : قد فُتِحت أبوابُ السماء ، واصطفّت الملائكة سِماطَينِ لاستقبالك .

يحمد النبيُّ اللّه َ كثيراً ويمجّده، ويقول لجبرئيل : فبشّرْني يا جبرئيل .

فيقول له جبرئيل مجيباً : إنّ أبواب السماء قد فُتحت كرامةً لك .

فيحمد النبيُّ اللّه مرّةً أُخرى ويمجّده ، ويقول لجبرئيل : فبشّرني .

فيقول جبرئيل : أنت أوّلُ شافعٍ وأوّلُ مشفَّعٍ يوم القيامة ، وأنت أوّلُ من يدخل الجنّة ، وأُمّتك أوّل الأُمم دخولاً107 .

فتطيب نفس النبيّ ويستعدّ للرحيل ، يلتفت نحو عليّ ويطلب منه أن يلي تغسيله وتكفينه بعد وفاته108 .

إلى الرفيق الأعلى

ويحين موعد غروب الشمس ، رُوح النبيّ متهيّئة للرحيل .

يقول جبرئيل للنبيّ : هل لك في الرجوع إلى الدنيا ؟

يجيبه النبي : لا ، قد بلّغتُ رسالات

ربّي ، إلى الرفيق الأعلى ، إلى الجنّة109 .

نعم ، يفضّل النبيّ لقاء ربّه على هذه الدنيا ، هو الآن مُتهيّئٌ للرحيل .

فيقول له جبرئيل : إنّ اللّه مشتاق إلى لقائك .

هل بعد هذا فخر أنّ اللّه يشتاق لشخصٍ أفنى عمره لسعادة الناس ؟

اقترب موعد الوصال .

تقول فاطمة للنبيّ : يا أبتِ ، أين الميعاد غداً ؟

فيقول لها : أما إنّك أوّلُ أهلي لحوقاً بي ، تَرينّي في مقام الشفاعة ، وأنا أشفع لأُمّتي ، وتريَنّي عند حوض الكوثر110 .

يلتفت النبيّ نحو عزرائيل ويطلب منه قبض روحه .

قارئي العزيز .

هل تدري ماذا كانت آخر كلمات النبيّ ؟

اسمع !

_ يا عليّ ، ضع رأسي في حِجْرك ، فقد جاء أمر اللّه تعالى111 .

نعم ، فاضت روح النبي إلى الملكوت الأعلى ورأسُه في حِجْر عليّ ، وقد مدّ عليه السلام يده اليُمنى تحت حنك النبيّ، ففاضت نفسه فيها، فرفعها عليه السلام إلى وجهه فمسحه بها، ثمّ وجّهه ومدّ عليه إزاره، واستقبل بالنظر في أمره112.

تفوح في المكان رائحة عطرة ، وتنغلق عينا النبيّ وإلى الأبد113 .

يرتفع صوت فاطمة بالبكاء ، ها قد ولّت أيّام عزّ أهل هذا البيت الطاهر114 .

صفحه خالى

قائمة المصادر

1 . اُسد الغابة في معرفة الصحابة ، أبو الحسن عزّالدين علي بن أبي الكرم محمّد بن محمّد بن عبد الكريم الشيباني، المعروف بابن الأثير الجزري (ت 630 ه ) ، تحقيق : علي محمّد معوّض وعادل أحمد عبد الموجود ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الأُولى ، 1415 ه .

2 . الاحتجاج على أهل اللجاج ، أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (ت 620 ه ) ، تحقيق : إبراهيم البهادري

ومحمّد هادي به ، طهران : دار الأُسوة ، الطبعة الأُولى ، 1413 ه .

3 . الاختصاص ، أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العُكبَري البغدادي، المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، بيروت : دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الثانية ، 1414 ه .

4 . الإرشاد في معرفة حجج اللّه على العباد ، أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي، المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت ، قمّ : مؤسّسة آل البيت ، الطبعة الأُولى ، 1413 ه .

5 . الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، يوسف بن عبد اللّه القُرطُبي المالكي (ت 363 ه ) ، تحقيق : علي محمّد معوّض وعادل أحمد عبد الموجود ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الأُولى ، 1415 ه .

6 . الإصابة في تمييز الصحابة ، أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 ه ) ، تحقيق : عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمّد معوّض ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الأُولى ، 1415 ه .

7 . إعلام الورى بأعلام الهدى ، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، بيروت : دار المعرفة ، الطبعة الأُولى ، 1399 ه .

8 . أعيان الشيعة ، السيّد محسن بن عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي الشقرائي (ت 1371 ه ) ، تحقيق : السيّد حسن الأمين ، بيروت : دار التعارف ، الطبعة الخامسة ، 1403 ه .

9 . إقبال الأعمال ، السيّد

علي بن موسى بن جعفر بن طاووس ، (ت 664 ه) ، تحقيق : جواد القيّومي الإصفهاني ، قمّ : مكتب الإعلام الإسلامي ، الطبعة الأُولى .

10 . الأمالي ، أبو جعفر محمّد بن الحسن، المعروف بالشيخ الطوسي (ت 460 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة البعثة ، قمّ : دارالثقافة ، الطبعة الأُولى ، 1414 ه .

11 . الأمالي ، أبو عبد اللّه محمّد بن النعمان العُكبَري البغدادي، المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه ) ، بيروت : دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الثانية ، 1414 ه .

12 . الأمالي ، محمّد بن علي بن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق) (ت 381 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة البعثة ، قمّ : مؤسّسة البعثة ، الطبعة الأُولى ، 1417 ه .

13 . إمتاع الأسماع فيما للنبيّ من الحَفَدة والمتاع ، الشيخ تقي الدين أحمد بن علي المقريزي (ت 845 ه ) ، القاهرة : دار الكتب المصرية ، 1941 م .

14 . أنساب الأشراف ، أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري (ت 279 ه ) ، تحقيق : محمّد باقر المحمودي ، بيروت : دار المعارف ، الطبعة الثالثة .

15 . بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار ، محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي (ت 1110 ه ) ، تحقيق : دار إحياء التراث ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الأُولى ، 1412 ه .

16 . البحر المحيط ، محمّد بن يوسف الغرناطي (ت 745 ه ) ، تحقيق : عادل أحمد عبد الموجود ، بيروت : دار الكتب العلمية ، 1413 ه .

17 . البداية والنهاية ، أبو الفداء

إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 ه ) ، تحقيق : مكتبة المعارف ، بيروت : مكتبة المعارف .

18 . بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ، أبو جعفر محمّد بن محمّد بن علي الطبري (ت 525 ه ) ، النجف الأشرف : المطبعة الحيدريّة ، الطبعة الثانية ، 1383 ه .

19 . بصائر الدرجات ، أبو جعفر محمّد بن الحسن الصفّار القمّي، المعروف بابن فروخ (ت 290 ه ) ، قمّ : مكتبة آية اللّه المرعشي ، الطبعة الأُولى ، 1404 ه .

20 . تاريخ ابن خلدون ، عبد الرحمن بن محمّد الحضرمي (ابن خلدون) (ت 808 ه ) ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الثانية ، 1408 ه .

21 . تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ، محمّد بن أحمد الذهبي (ت 748 ه ) ، تحقيق : عمر عبد السلام تدمري ، بيروت : دار الكتاب العربي ، الطبعة الأُولى ، 1409 ه .

22 . تاريخ الطبري (تاريخ الأُمم والملوك) ، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري (ت 310 ه ) ، تحقيق : محمّد أبو الفضل إبراهيم ، بيروت : دار المعارف .

23 . التاريخ الكبير ، أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ه ) ، بيروت : دار الفكر .

24 . تاريخ المدينة المنوّرة ، أبو زيد عمر بن شبّه النميري البصري (ت 262 ه ) ، تحقيق : فهيم محمّد شلتوت ، بيروت : دار التراث ، الطبعة الأُولى ، 1410 ه .

25 . تاريخ اليعقوبي ، أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح، المعروف باليعقوبي (ت 284 ه ) ، بيروت :

دار صادر .

26 . تاريخ بغداد أو مدينة السلام ، أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 463 ه ) ، المدينة المنوّرة : المكتبة السلفيّة .

27 . تاريخ خليفة بن خيّاط ، خليفة بن خيّاط العصفري (ت 240 ه ) ، تحقيق : سهيل زكّار ، بيروت : دار الفكر ، 1414 ه .

28 . تاريخ دمشق ، علي بن الحسن بن هبة اللّه (ابن عساكر الدمشقي الشافعي) (ت 571 ه ) ، تحقيق : علي شيري ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الأُولى ، 1415 ه .

29 . تثبيت الإمامة ، يحيى بن الحسين بن القاسم الإمام الزيدي اليمني (ت 298 ه ) ، بيروت : دار الإمام السجّاد ، الطبعة الأُولى ، 1413 ه .

30 . التحصين ، على بن موسى الحلّي (السيّد ابن طاووس) (ت 664 ه ) ، قمّ : مؤسّسة دار الكتاب ، 1413 ه .

31 . تحفة الأحوذي ، المباركفوري (ت 1282 ه ) ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الأُولى ، 1410 ه .

32 . تخريج أحاديث الكشّاف ، عبد اللّه بن يوسف الزيعلي الحنفي (ت 762ه ) .

33 . تذكرة الحفّاظ ، محمّد بن أحمد الذهبي (ت 748 ه ) ، بيروت : دار إحياء التراث العربي .

34 . تغليق التعليق ، الحافظ شيخ الإسلام شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي (ت 528 ه ) .

35 . تفسير ابن كثير (تفسير القرآن العظيم) ، إسماعيل بن عمر البصروي الدمشقي (ت 774 ه ) ، تحقيق : عبد العزيز غنيم ومحمّد أحمد عاشور ومحمّد إبراهيم البنّا ، القاهرة : دار

الشعب .

36 . تفسير البغوي (معالم التنزيل) ، أبو محمّد الحسين بن مسعود الفرّاء البغوي (ت 516 ه ) ، تحقيق محمّد العكّ ، بيروت : دار المعرفة ، الطبعة الثانية ، 1407 ه .

37 . تفسير الثعلبي ، أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري ، (ت 427 ه) ، تحقيق : أبو محمّد بن عاشور ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الأُولى ، 1422 ه .

38 . تفسير العيّاشي ، أبو النضر محمّد بن مسعود السلمي السمرقندي، المعروف بالعيّاشي (ت 320 ه ) ، تحقيق : السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي ، طهران : المكتبة العلميّة ، الطبعة الأُولى ، 1380 ه .

39 . تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) ، أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الأنصاري القرطبي (ت 671 ه ) ، تحقيق : محمّد عبد الرحمن المرعشلي ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الثانية ، 1405 ه .

40 . تفسير القمّي ، علي بن إبراهيم القمّي ، (ت 329 ه ) ، تحقيق : السيّد طيّب الموسوي الجزائري ، قمّ : منشورات مكتبة الهدى ، الطبعة الثالثة ، 1404 ه .

41 . التفسير الكبير ومفاتيح الغيب (تفسير الفخر الرازي) ، أبو عبد اللّه محمّد بن عمر، المعروف بفخر الدين الرازي (ت 604 ه ) ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الأُولى ، 1410 ه .

42 . تفسير فرات الكوفي ، أبو القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي (ق 4 ه ) ، تحقيق : محمّد كاظم المحمودي ، طهران : وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، الطبعة الأُولى ، 1410 ه .

43 .

تفسير نور الثقلين ، عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي (ت 1112 ه ) ، تحقيق : السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي ، قمّ : مؤسّسة إسماعيليان ، الطبعة الرابعة ، 1412 ه .

44 . التنبيه والإشراف ، علي بن الحسين المسعودي (ق 4 ه ) ، تصحيح : عبد اللّه إسماعيل الصاوي ، القاهرة : دار الصاوي .

45 . التوحيد ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي، المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : هاشم الحسيني الطهراني ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الأُولى ، 1398 ه .

46 . تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، يونس بن عبد الرحمن المزّي (ت 742 ه ) ، تحقيق : الدكتور بشّار عوّاد معروف ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الأُولى ، 1409 ه .

47 . الثِّقات ، محمّد بن حِبّان البستي (ت 354 ه ) ، بيروت : مؤسّسة الكتب الثقافية ، الطبعة الأُولى ، 1408 ه .

48 . جامع أحاديث الشيعة ، السيّد محمّد حسين البروجردي (1383ه ) ، قمّ : المطبعة العلمية .

49 . الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي (ت 911 ه ) ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الأُولى .

50 . الخرائج والجرائح ، أبو الحسين سعيد بن عبد اللّه الراوندي، المعروف بقطب الدين الراوندي (ت 573 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهدي عجّل اللّه فرجه ، قمّ : مؤسّسة الإمام المهدي عجّل اللّه فرجه ، الطبعة الأُولى ، 1409 ه .

51 . الخصال ، أبو جعفر محمّد بن علي

بن الحسين بن بابويه القمّي، المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قمّ : منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية .

52 . دلائل الإمامة ، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري الإمامي (ق 5 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة البعثة ، قمّ : مؤسّسة البعثة .

53 . روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني (تفسير الآلوسي) ، محمود بن عبد اللّه الآلوسي (ت 1270 ه ) ، بيروت : دار إحياء التراث العربي .

54 . روضة الواعظين ، محمّد بن الحسن بن علي الفتّال النيسابوري (ت 508 ه ) ، تحقيق : محمّد مهدي الخرسان ، قمّ : منشورات الشريف الرضي .

55 . سبل الهدى والرشاد ، محمّد بن يوسف الصالحي الشامي (ت 942 ه ) ، تحقيق : عادل أحمد عبد الموجود ، بيروت : دار الكتب العلمية ، 1414 ه .

56 . سبيل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (السيرة الشامية) ، محمّد بن يوسف الصالحي الشامي (ت 942 ه ) ، تحقيق : محمّد معوض ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الأُولى ، 1414 ه .

57 . سعد السعود ، أبو القاسم علي بن موسى الحلّي، المعروف بالسيّد ابن طاووس (ت 664 ه ) ، قمّ : مكتبة الرضي ، الطبعة الأُولى ، 1363 ه ش .

58 . سنن الدارمي ، أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرحمن الدارمي (ت 255 ه ) ، تحقيق : مصطفى ديب البغا ، بيروت : دار العلم .

59 . السنن الكبرى ، أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (ت 458 ه )

، تحقيق : محمّد عبد القادر عطا ، بيروت : دارالكتب العلمية ، الطبعة الأُولى ، 1414 ه .

60 . سير أعلام النبلاء ، أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الذهبي (ت 748 ه ) .

61 . السيرة النبويّة ، إسماعيل بن عمر البصروي الدمشقي (ابن كثير) (ت 747 ه ) ، تحقيق : مصطفى عبد الواحد ، بيروت : دار إحياء التراث العربي .

62 . شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار ، أبو حنيفة القاضي النعمان بن محمّد المصري (ت 363 ه ) ، تحقيق : السيّد محمّد الحسيني الجلالي ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الأُولى ، 1412 ه .

63 . شرح نهج البلاغة ، عزّ الدين عبد الحميد بن محمّد بن أبي الحديد المعتزلي، المعروف بابن أبي الحديد (ت 656 ه ) ، تحقيق : محمّد أبو الفضل إبراهيم ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الثانية ، 1387 ه .

64 . الصافي في تفسير القرآن (تفسير الصافي) ، محمّد محسن بن شاه مرتضى (الفيض الكاشاني) (ت 1091 ه ) ، قمّ : مؤسّسة الهادي ، الطبعة الثانية ، 1416 ه .

65 . صحيح ابن حِبّان بترتيب ابن بلبان ، علي بن بلبان الفارسي، المعروف بابن بلبان (ت 739 ه ) ، تحقيق : شعيب الأرنؤوط ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الثانية ، 1414 ه .

66 . صحيح البخاري ، أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ه ) ، تحقيق : مصطفى ديب البغا ، بيروت : دار ابن كثير ، الطبعة الرابعة ، 1410 ه .

67 . صحيح مسلم ، أبو الحسين مسلم

بن الحجّاج القُشَيري النيسابوري (ت 261 ه ) ، تحقيق : محمّد فؤاد عبد الباقي ، القاهرة : دارالحديث ، الطبعة الأُولى ، 1412 ه .

68 . الطبّ النبويّ ، شمس الدين محمّد بن أبي بكر أيّوب الزرعي الدمشقي الشهير بابن قيّم الجوزية (ت 751ه ) ، بيروت : دار الكتب العلمية .

69 . الطبقات الكبرى ، محمّد بن سعد كاتب الواقدي (ت 230 ه ) ، بيروت : دار صادر .

70 . علل الشرائع ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي، المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الأُولى ، 1408 ه .

71 . عمدة القاري في شرح البخاري ، محمّد بن أحمد العيني (ت 855 ه ) .

72 . عيون أخبار الرضا ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي، المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : السيّد مهدي الحسيني اللاّجوردي ، طهران : منشورات جهان .

73 . الغارات ، أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سعيد، المعروف بابن هلال الثقفي (ت 283 ه ) ، تحقيق : السيّد جلال الدين المحدّث الأرموي ، طهران : أنجمن آثار ملّي ، الطبعة الأُولى ، 1395 ه .

74 . غاية المرام وحجّة الخصام في تعيين الإمام ، هاشم بن إسماعيل البحراني (ت 1107 ه ) ، تحقيق : السيّد علي عاشور ، بيروت : مؤسّسة التاريخ العربي ، 1422 ه .

75 . الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ، عبد الحسين أحمد الأميني (ت 1390 ه ) ، بيروت : دار الكتاب العربي ، الطبعة الثالثة ، 1387

ه .

76 . الغَيبة ، أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب النعماني (ت 350 ه ) ، تحقيق : فارس الحسّون ، نشر أنوار الهدى ، الطبعة الأُولى ، 1422 ه .

77 . فتح الباري شرح صحيح البخاري ، أحمد بن علي العسقلاني الشافعي (ابن حجر) (ت 852 ه ) ، تحقيق : عبد العزيز بن عبد اللّه بن باز ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الأُولى ، 1379 ه .

78 . الفصول المهمّة في أُصول الأئمّة ، محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت 1104 ه) ، تحقيق : محمّد بن محمّد الحسين القائيني ، قمّ : مؤسّسة معارف إسلامي ، الطبعة الأُولى ، 1418 ه .

79 . فضائل الصحابة ، أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل (ت 241 ه ) ، تحقيق : وصي اللّه بن محمّد عبّاس ، جدّة : دار العلم ، الطبعة الأُولى ، 1403 ه .

80 . فيض القدير شرح الجامع الصغير ، محمّد عبد الرؤوف المناوي ، تحقيق : أحمد عبد السلام ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الأُولى ، 1415 ه .

81 . الكافي ، أبو جعفر ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي (ت 329 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، طهران : دار الكتب الإسلامية ، الطبعة الثانية ، 1389 ه .

82 . الكامل في الضعفاء ، عبد اللّه بن عدي (ت 365 ه ) ، تحقيق : يحيى مختار غزّاوي ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الثالثة ، 1409 ه .

83 . الكامل في التاريخ ، علي بن

محمّد الشيباني الموصلي (ابن الأثير) (ت 630 ه ) ، تحقيق : علي شيري ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الأُولى ، 1408 ه .

84 . كتاب الأربعين في إثبات إمامة أمير المؤمنين ، المحقّق سليمان الماحوزي البحراني (ت 1121 ه ) .

85 . كتاب سليم بن قيس ، سليم بن قيس الهلالي العامري (ت حوالي 90 ه ) ، تحقيق : محمّد باقر الأنصاري ، قمّ : نشر الهادي ، الطبعة الأُولى ، 1415 ه .

86 . كتاب من لا يحضره الفقيه ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي، المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي .

87 . كشف الغمّة في معرفة الأئمّة ، علي بن عيسى الإربلّي (ت 687 ه ) ، تصحيح : السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي ، بيروت : دار الكتاب الإسلامي ، الطبعة الأُولى ، 1401 ه .

88 . كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين ، جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن علي بن المطهّر الحلّي، المعروف بالعلاّمة الحلّي (ت 726 ه ) ، تحقيق : علي آل كوثر ، قمّ : مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة ، الطبعة الأُولى ، 1411 ه .

89 . كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الاثني عشر ، أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الخزّاز القمّي (ق 4 ه ) ، تحقيق : السيّد عبد اللطيف الحسيني الكُوه كَمَري ، إيران : نشر بيدار ، الطبعة الأُولى ، 1401 ه .

90 . كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال ، علي المتّقي بن حسام

الدين الهندي (ت 975 ه ) ، تصحيح : صفوة السقّا ، بيروت : مكتبة التراث الإسلامي ، 1397 ه ، الطبعة الأُولى .

91 . كنز الفوائد ، أبو الفتح محمّد بن علي الكراجكي (ت 449 ه ) قمّ : مكتبة المصطفوي ، الطبعة الثانية ، 1369 ه ، طبعة حجرية .

92 . مجمع البيان في تفسير القرآن ، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 ه .) ، تحقيق : السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي والسيّد فضل اللّه اليزدي الطباطبائي ، بيروت : دار المعرفة ، الطبعة الثانية ، 1408 ه .

93 . مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 ه ) ، تحقيق : عبد اللّه محمّد درويش ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الأُولى ، 1412 ه .

94 . المزار ، محمّد ابن المشهدي (ت 610 ه ) ، تحقيق : جواد القيّومي ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي الطبعة الأُولى ، 1419 ه .

95 . مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ، الميرزا حسين النوري (ت 1320 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت ، قمّ : مؤسّسة آل البيت ، الطبعة الأُولى ، 1408 ه .

96 . المستدرك على الصحيحين ، أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحاكم النيسابوري الشافعي (ت 405 ه ) ، إشراف : يوسف عبد الرحمن المرعشلي ، طبعة مزيدة بفهرس الأحاديث الشريفة .

97 . مسند أبي يَعلى ، أبو يعلى الموصلي ، (ت 307ه ) ، تحقيق : حسين سليم أسد ، دار المأمون للتراث .

98 . مسند أحمد ، أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني (ت

241 ه ) ، تحقيق : عبد اللّه محمّد الدرويش ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الثانية ، 1414 ه .

99 . مسند الحميدي ، أبو بكر عبد اللّه بن الزبير الحميدي (ت 219 ه ) ، تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي ، المدينة المنوّرة : المكتبة السلفيّة .

100 . المصنّف في الأحاديث والآثار ، أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن أبي شيبة العبسي الكوفي (ت 235 ه ) ، تحقيق : سعيد محمّد اللحّام ، بيروت : دار الفكر .

101 . معاني الأخبار ، أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي، المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الأُولى ، 1361 ه ش .

102 . المعجم الأوسط ، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ه ) ، تحقيق : طارق بن عوض اللّه ، وعبد الحسن بن إبراهيم الحسيني ، القاهرة : دار الحرمين ، الطبعة الأُولى ، 1415 ه .

103 . معجم البلدان ، أبو عبد اللّه شهاب الدين ياقوت بن عبد اللّه الحموي الرومي (ت 626 ه ) ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الأُولى ، 1399 ه .

104 . المعجم الكبير ، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ه ) ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الثانية ، 1404 ه .

105 . معرفة السنن والآثار ، أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (ت 458 ه ) ، مصر : المجلس الأعلى

للشؤون الإسلامية .

106 . مقاتل الطالبيّين ، أبو الفرج علي بن الحسين بن محمّد الإصبهاني (ت 356 ه ) ، تحقيق : السيّد أحمد صقر ، قمّ : منشورات الشريف الرضي ، الطبعة الأُولى ، 1405 ه .

107 . مناقب آل أبي طالب ، أبو جعفر رشيد الدين محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني السَّرَوي (ت 588 ه ) ، قمّ : المطبعة العلمية .

108 . المناقب ، الحافظ الموفّق بن أحمد البكري المكّي الحنفي الخوارزمي (ت 568 ه ) تحقيق : مالك المحمودي ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية ، 1414 ه .

109 . ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، محمّد بن أحمد الذهبي (ت 748 ه ) ، تحقيق : علي محمّد البجاوي ، بيروت : دار الفكر .

110 . نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين ، محمّد بن يوسف الزرندي (ت 750 ه ) ، إصفهان : مكتبة الإمام أمير المؤمنين ، 1377 ه .

111 . نيل الأوطار من أحاديث سيّد الأخيار ، القاضي محمّد بن علي بن محمّد الشوكاني (ت 1255 ه ) ، بيروت : دار الجيل ، 1973 م .

112 . ينابيع المودّة لذوي القربى ، سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي (ت 1294 ه ) ، تحقيق : علي جمال أشرف الحسيني ، طهران : دارالأُسوة ، الطبعة الأُولى ، 1416 ه .

الإتصال بالمؤف

بإمكانكم الإتصال بالمؤف عن طريق موقع الانترنت:

وعن طريق البريد الالكترونى: 

وشكراً جزيلاً

1 . ترسل لي اقتراحاتك ورأيك عبر البريد الإلكتروني Khodamian@Yahoo.com

او تراسلني على صندوق البريد: إيران _ 311/87415 . 2 . سألت إبراهيم بن جعفر عن قول زينب ابنة

الحارث: قتلتَ أبي؟ قال : قُتل يوم خيبر أبوها الحارث وعمّها يسار ، وكان أجبن الناس ، وكان الحارث أشجع اليهود...: إمتاع الأسماع ج 13 ص 350؛ ثمّ إنّ زينب بنت الحارث اليهودية أُخت مَرحَب، ذبحت عنزاً لها وطبختها وسمّتها...: إمتاع الأسماع ج 1 ص 316؛ أهدت زينب بنت الحارث اليهودية... شاةً مصليّةً وسمّته فيها: المعجم الكبير ج 2 ص 35، كنز العمّال ج 7 ص 271، التنبيه والإشراف ص 223، البداية والنهاية ج 4 ص 239، السيرة النبويّة لابن كثير ج 3 ص 398؛ أهدت زينب بنت الحارث اليهودية... شاةً مصليّةً وسمّتها: تاريخ الإسلام ج 2 ص 437. 3 . فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم: لأُعطينّ الرايةَ غداً رجلاً ليس بفرّار، يحبُّه اللّه ُ ورسولُه، ويحبّ اللّه َ ورسولَه، لا يرجع حتّى يفتح اللّه ُ عليه: الخصال ص 555، شرح الأخبار ج 2 ص 192، الإرشاد ج 1 ص 64، الاحتجاج ج 2 ص 64، بحار الأنوار ج 21 ص 3، الغدير ج 3 ص 22، مسند أحمد ج 4 ص 52، صحيح البخاري ج 4 ص 207، صحيح مسلم ج 5 ص 195، فضائل الصحابة للنسائي ص 16، فتح الباري ج 6 ص 90، عمدة القاري ج 14 ص 213، السنن الكبرى ج 5 ص 46، المعجم الكبير ج 7 ص 36، كنز العمّال ج 10 ص 467، التاريخ الكبير للبخاري ج 2 ص 115، الكامل لابن عَدِيّ ج 5 ص 52، تاريخ بغداد ج 8 ص 5، السيرة النبويّة لابن كثير ج 3 ص 353. 4 . انظر : نيل الأوطار ج 8 ص 87 ، روضه الواعظين ص 130، مقاتل الطالبيين ص 14، شرح الأخبار

للقاضي النعمان ص 149، الإرشاد ج 1 ص 127، أمالي الطوسي ص 4، الخرائج والجرائح ج 1 ص 218، مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 305، بحار الأنوار ج 21 ص 4، 9، 15، 18، مسند أحمد ج 4 ص 52، صحيح مسلم ج 5 ص 195، المستدرك للحاكم ج 3 ص 39، السنن الكبرى ج 9 ص 131، فتح الباري ج 7 ص 376، صحيح ابن حبّان ج 15 ص 382، المعجم الكبير ج 7 ص 18، الاستيعاب ج 2 ص 787، شرح نهج البلاغة ج 19 ص 127، كنز العمّال ج 10 ص 467، تفسير الثعلبي ج 9 ص 50، تفسير البغوي ج 4 ص 195، تفسير الآلوسي ج 1 ص 312، الطبقات الكبرى ج 2 ص 112، تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 16، تاريخ الطبري ج 2 ص 301، الكامل في التاريخ ج 2 ص 220، تاريخ الإسلام للذهبي ج 2 ص 409، البداية والنهاية ج 4 ص 213، المناقب للخوارزمي ص 37، كشف الغمّة ج 1 ص 214، ينابيع المودّة ج 1 ص 155. 5 . وقد سألَت: أيّ عضوٍ من الشاة أحَبُّ إلى رسول اللّه؟ فقيل لها: الذراع...: بحار الأنوار عن مجمع البيان للطبرسي ج 21 ص 6، فتح الباري ج 7 ص 381، تاريخ الطبري ج 2 ص 303، التنبيه والإشراف ص 233، السيرة النبويّة لابن هشام ج 3 ص 800 . 6 . فأكثرت فيها السمّ، وسمّت سائر الشاة، ثمّ جاءت بها...: تخريج الأحاديث والآثار للزيعلي ج 1 ص 70، تفسير مجمع البيان ج 9 ص 204، تفسير الثعلبي ج 9 ص 52، تفسير البغوي ج

4 ص 197. 7 . صلّى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم المغرب وانصرف إلى منزله ، فوجد زينب جالسة عند رحله، فيسأل عنها، فقالت: أبا القاسم ، هدية أهديتُها لك. وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، فأمر صلّى اللّه عليه وسلّم بالهدية فقُبضت منها...: إمتاع الأسماع ج 1 ص 316 و ج 13 ص 349. 8 . عن النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم أنّه قال: لو دُعيتُ إلى كراعٍ _ أو إلى ذراعٍ _ لَأجَبتُ، ولو أُهدي إليَّ ذراع لَقَبِلتُ : مسند أحمد ج 2 ص 479، صحيح البخاري ج 6 ص 144، السنن الكبرى ج 7 ص 273، عمدة القاري ج 13 ص 128، تحفة الأحوذي ج 4 ص 473، المصنّف لابن أبي شيبة ج 5 ص 232، معرفة السنن والآثار للبيهقي ج 5 ص 408، نظم درر السمطين ص 61، فيض القدير ج 5 ص 399، تفسير القرطبي ج 19 ص 68، الكامل لابن عَدِيّ ج 5 ص 299. 9 . فقُبِضت [ الشاة ] منها ووُضِعت بين يديه ، ثمّ قال لأصحابه وهم حضور أو من حضر منهم : اُدنوا فتعشّوا . فدنوا فمدّوا أيديهم ، وتناول رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم الذراع، وتناول بِشْر بن البَراء عظماً، فانتهش رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم منها نهشاً، وانتهش بِشْر...: إمتاع الأسماع ج 1 ص 316، وراجع: بحار الأنوار ج 21 ص 7 عن مجمع الزوائد ج 6 ص 153 الطبقات الكبرى ج 2 ص 202، السيرة النبويّة لابن كثير ج 3 ص 398. 10 . فلم يَرُم بِشْر من مكانه حتّى عاد لونه كالطيلسان، وماطله وجعه سنة لا يتحوّل إلاّ ما حُوِّل، ثمّ مات منه. وقال بعضهم: لم يرم

مكانه حتّى مات...: الطبقات الكبرى ج 2 ص 202، تخريج الأحاديث والآثار ج 1 ص 73، تاريخ ابن خلدون ج 3 ص 254، إمتاع الأسماع ج 1 ص 316. 11 . واحتجم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم على كاهله ؛ من أجل الذي أكل من الشاة، حَجَمه أبو هند مولى بني بياضة بالقرن والشفرة...: سنن الدارمي ج 1 ص 33، و ج 2 ص 369، السنن الكبرى ج 8 ص 46، عمدة القاري ج 12 ص 103، الإصابة ج 7 ص 363، البداية والنهاية ج 4 ص 238، إمتاع الأسماع ج 13 ص 346، الطبّ النبويّ لابن القيّم ص 97. 12 . في رواية ابن عبّاس أنّه صلى الله عليه و آله وسلم دفعها إلى أولياء بِشْر بن البَراء بن مَعرور، وكان أكل منها فمات بها، فقتلوها : بحار الأنوار ج 68 ص 402 ح 9 ، شرح مسلم ج 14 ص 179 ، عون المعبود ج 12 ص 149 ، وانظر : تاريخ ابن خلدون ق 2 ج 2 ص 39 . 13 . إنّ يهودية أتت النبي صلى الله عليه و آله وسلم بشاة مسمومة فأكل منها... فما زلت أعرفها في لهوات رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم...: صحيح البخاري ج 3 ص 141، صحيح مسلم ج 7 ص 15، السنن الكبرى ج 10 ص 11؛ وعن ابن عبّاس : إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مات من اللحم الذي كانت اليهودية سمّته، فانقطع أبهره من السمّ على رأس السنة...: مجمع الزوائد ج 9 ص 35، المعجم الكبير ج 11 ص 163. 14 . أيّها الناس، اسمعوا قولي واعقلوه، فإنّي لا أدري، لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا...: جامع أحاديث الشيعة ج 26 ص 100، تفسير القمّي

ج 1 ص 171، التفسير الصافي ج 2 ص 67، تفسير نور الثقلين ج 1 ص 655، تفسير الآلوسي ج 6 ص 197، تاريخ الطبري ج 2 ص 402، الكامل في التاريخ ج 2 ص 302، تاريخ ابن خلدون ج 2 ص 58. 15 . سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يقول يوم غدير خمّ وهو آخذ بيد عليّ عليه السلام: ألستُ أَولى بالمؤنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: فمَن كنتُ مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله: معاني الأخبار ص 67، شرح الأخبار ج 1 ص 99، دلائل الإمامة ص 18، وراجع: تفسير العيّاشي ج 1 ص 329، أمالي الطوسي ص 255، المزار لابن المشهدي ص 271، إقبال الأعمال ج 2 ص 244، مسند أحمد ج 1 ص 119، مجمع الزوائد ج 9 ص 104، السنن الكبرى ج 5 ص 134، مسند أبي يَعلى ج 1 ص 429، المعجم الأوسط ج 2 ص 275، كنز العمّال ج 5 ص 290، تفسير الآلوسي ج 6 ص 194، تاريخ دمشق ج 42 ص 205 و 217 و 218، أُسد الغابة ج 4 ص 28، أنساب الأشراف ص 108، تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 112، تاريخ الإسلام ج 3 ص 631، البداية والنهاية ج 5 ص 229. 16 . المائدة : 3 . 17 . نعى إلينا حبيبنا ونبيّنا صلى الله عليه و آله وسلم نفسه ، فأبي وأُمّي ونفسي له الفداء قبل موته بشهر، فلمّا دنا الفراق، جَمَعنا في بيتٍ فنظر إلينا فدمعت عيناه ، ثمّ قال : مرحباً بكم، حيّاكم اللّه، حفظكم اللّه... أن لا تعلوا على اللّه في عباده وبلاده...: أمالي الطوسي

ص 207، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 455 ح 10، وراجع: تاريخ الطبري ج 2 ص 435، إمتاع الأسماع ج 14 ص 485. 18 . قلنا: فمن يُغسّلك ؟ قال : أخي وأهل بيتي، الأدنى فالأدنى...: أمالي الطوسي ص 207، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 455 ح 1. 19 . يا ابن أبي طالب، إذا رأيتَ روحي قد فارقت جسدي، فاغسلني وأنقِ غُسلي، وكفّني... فأوّلُ مَن يصلّي علَيَّ الجبّار جل جلاله من فوق عرشه، ثمّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، في جنودٍ من الملائكة لا يحصي عدَدهم إلاّ اللّه عزّ وجلّ، ثمّ الحافّون بالعرش ، ثمّ سكّان أهلِ سماءٍ فسماءٍ...: أمالي الصدوق ص 732، روضة الواعظين ص 72، بحار الأنوار ج 22 ص 507 ح 9 عن أمالي الصدوق. 20 . إنّ جبرئيل أتاني من عند اللّه برسالة ، وأمرني أن أبعث بها إليكم مع أميني عليّ بن أبي طالب عليه السلام... ألا مَن ادّعى إلى غير أبيه فقد برئ اللّه منه، ألا مَن توالى إلى غير مواليه فقد برئ اللّه منه، ومَن تقدّم على إمامه أو قدّم إماماً غير مفترض الطاعة ووالى بائراً جائراً عن الإمام، فقد ضادّ اللّه في ملكه، واللّه منه بريء إلى يوم القيامة...: بحار الأنوار ج 22 ص 489 ح 34 عن خصائص الأئمّة للشريف الرضي. 21 . اخرج يا أبا الحسن فنادِ بالناس الصلاة جامعةً، واصعد منبري وقم دون مقامي بمِرقاة، وقل للناس: ألا مَن عقّ والدَيه فلعنة اللّه عليه، ألا مَن أبِقَ من مواليه فلعنة اللّه عليه، ألا من ظلم أجيراً أُجرتَه فلعنة اللّه عليه...: بحار الأنوار ج 40 ص 45 ح 82 عن الروضة، جامع أحاديث الشيعة ج

19 ص 18، وراجع : مستدرك الوسائل ج 14 ص 30. 22 . الشورى : 23 . 23 . الأحزاب: 6. 24 . فخرجتُ فناديت في الناس كما أمرني النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم، فقال لي عمر بن الخطّاب : هل لما ناديت به من تفسير ؟ فقلت : اللّه ورسوله أعلم . قال : فقام عمر وجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله وسلم فدخلوا عليه ، فقال عمر : يا رسول اللّه، هل لما نادى عليّ من تفسير ؟ قال: نعم، أمرته أن ينادي : ألا من ظلم أجيراً أجره لعنه اللّه ، واللّه يقول : «قُل لاَّ أَسْ_ٔلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى»، فمن ظلمنا فعليه لعنة اللّه . وأمرته أن ينادي : مَن توالى غير مواليه فعليه لعنة اللّه ، واللّه يقول: «النَّبِىُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ»، ومن كنت مولاه فعليّ مولاه ، فمن توالى غير عليّ فعليه لعنة اللّه . وأمرته أن ينادي : من سبّ أبويه فعليه لعنة اللّه ، وأنا أُشهد اللّه وأُشهدكم أنّي وعليّاً أبوا المؤنين ، فمن سبّ أحدنا فعليه لعنة اللّه...: بحار الأنوار ج 22 ص 489 ح 35 عن الطرف للسيّد ابن طاووس . 25 . اُنظر : مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 201، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 472 ح 20، إعلام الورى ج 1 ص 264. 26 . انظر : مجمع الزوائد ج 9 ص 27، المعجم الكبير ج 3 ص 59، وراجع: أمالي الصدوق ص 734، روضة الواعظين ص 73، مستدرك الوسائل ج 18 ص 278، مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 202، بحار الأنوار ج 22 ص 508 ح 9 وفيه

أنّ الرجل اسمه: مسوداة بن قيس، عن أمالي الصدوق، جامع أحاديث الشيعة ج 26 ص 249. 27 . فلمّا كان من الغد دعا أُسامةَ بن زيد فقال: سر إلى موضع مقتل أبيك، وأوطِئْهم الخيل، فقد ولّيتك هذا الجيش... فخرج وعسكر بالجُرْف، فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلاّ انتدب في تلك الغَزاة...: الطبقات الكبرى ج 2 ص 190، بحار الأنوار ج 21 ص 410، وراجع فتح الباري ج 8 ص 115، عمدة القاري ج 18 ص 76، تاريخ الإسلام ج 2 ص 713، أعيان الشيعة ج 4 ص 123. 28 . الجُرف _ بالضمّ ثمّ السكون _ : موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام : معجم البلدان ج 2 ص 128 . 29 . ثمّ إنّه عقد لأُسامة بن زيد بن حارثة الإمرة ، وأمره وندبه أن يخرج بجمهور الأُمّة إلى حيث أُصيب أبوه من بلاد الروم ، واجتمع رأيه على إخراج جماعة من متقدّمي المهاجرين والأنصار في معسكره ؛ حتّى لا يبقى في المدينة عند وفاته من يختلف في الرئاسة ويطمع في التقدّم على الناس بالإمارة...: بحار الأنوار ج 22 ص 466 ح 19 عن الإرشاد وإعلام الورى، أعيان الشيعة ص 292؛ أراد أن يصفو الأمر لعليّ صلوات اللّه عليه، وألاّ يُعارِض أحد فيه...: شرح الأخبار ج 1 ص 320. 30 . ودخلت عليه في مرضه أُمّ بِشْر بنت البراء بن معرور، فقالت: يا رسول اللّه، ما وجدت مثل هذه الحمّى التي عليك على أحد ! فقال صلّى اللّه عليه وسلّم : وما كان اللّه تعالى ليسلّطها على رسوله، إنّها همزة من الشيطان ، ولكنّها من الأكلة التي أكلت أنا وابنك

بخيبر من الشاة ، كان يصيبني منها عداد مرّة، فكان هذا أوان انقطاع أبهَري...: إمتاع الأسماع ج 14 ص 437؛ فقال في مرضه : ما زلت من الأكلة التي أكلت... فهذا أوان انقطاع أبهَري من السمّ : صحيح البخاري ج 5 ص 137، سنن الدارمي ج 1 ص 33، المستدرك للحاكم ج 3 ص 58، السنن الكبرى ج 10 ص 11، فتح الباري ج 8 ص 99، عمدة القاري ج 18 ص 60، تغليق التعليق ج 4 ص 162، فيض القدير ج 5 ص 572، تفسير الرازي ج 3 ص 178، تفسير البحر المحيط ج 1 ص 469، تفسير ابن كثير ج 1 ص 128، ميزان الاعتدال ج 2 ص 156. 31 . وإن هو لم يَقدْر على الخروج أمر عليّ بن أبي طالب عليه السلام فصلّى بالناس...: بحار الأنوار ج 28 ص 109. 32 . فرجع القوم إلى المعسكر الأوّل وأقاموا به، وبعثوا رسولاً يتعرّف لهم أمر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم، فأتى الرسول إلى عائشه فسألها عن ذلك سرّاً، فقالت: امضِ إلى أبي وعمر ومَن معهما، وقل لهما: إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قد ثقل، فلا يبرحنّ أحد منكم، وأنا أُعلمكم بالخبر وقتاً بعد وقت . واشتدّت علّة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم، فدعت عائشه صهيباً فقالت: امضِ إلى أبي بكر واعلِمْه أنّ محمّداً في حالٍ لا يُرجى، فهلمّ إلينا...: بحار الأنوار ج 28 ص 108 _ 109. 33 . فوثب من مضجعه في جوف الليل ، فقالت عائشة: أين بأبي وأُمّي أي رسول اللّه؟ قال : أُمرت أن استغفر لأهل البقيع، فخرج... حتّى جاء البقيع، فاستغفر لهم طويلاً... : إمتاع الأسماع ج 2 ص 128. 34 . أقبلت

الفتن كقطع الليل المظلم يتبع بعضها بعضاً ، يتبع آخرها أوّلها ، الآخرة شرّ من الأُولى!...: مسند أحمد ج 3 ص 488، وفيه «يركب بعضها بعضاً» بدل «يتبع آخرها أوّلها»، سنن الدارمي ج 1 ص 36، المستدرك ج 3 ص 56، المعجم الكبير ج 22 ص 347، تاريخ بغداد ج 8 ص 218، وراجع: الإرشاد ج 1 ص 181، مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 201 ، بحار الأنوار ج 21 ص 409 و ج 22 ص 466 ح 9 عن الإرشاد وإعلام الورى و ص 472 ح 20 عن مناقب آل أبي طالب. 35 . انظر : الإرشاد ج 1 ص 181، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 466 ح 19. 36 . فلمّا كان يوم الأربعاء، بدأ برسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم، فحُمّ وصُدِع...: الطبقات الكبرى ج 2 ص 189، تاريخ الإسلام للذهبي ج 2 ص 713. 37 . إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم لمّا ثقل في مرضه، دعا عليّاً فوضع رأسه في حِجْره ، وأُغمي عليه، وحضرت الصلاة فأُذِّن بها ، فخرجت عائشة فقالت : يا عمر، اخرج فصلِّ بالناس، فقال : أبوكِ أَولى بها، فقالت : صدقت، ولكنّه رجل ليّن، وأكره أن يواثبه القوم، فصلّ أنت ، فقال لها عمر: بل يصلّي هو، وأنا أكفيه إن وثب واثب أو تحرّك متحرّك ، مع أنّ محمّداً مغمىً عليه لا أراه يُفيق منها ، والرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه _ يريد عليّاً _ فبادِرْه بالصلاة قبل أن يفيق ، فإنّه إن أفاق خفتُ أن يأمر عليّاً بالصلاة... فخرج أبو بكر ليصلّي بالناس، فأنكر القوم ذلك ، ثمّ ظنّوا أنّه بأمر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم، فلم

يكبّر حتّى أفاق صلى الله عليه و آله وسلم...: بحار الأنوار ج 22 ص 485 _ 486 ح 31 عن خصائص الأئمّة، غاية المرام ج 3 ص 35. 38 . فقام صلى الله عليه و آله وسلم، وإنّه لا يستقلّ على الأرض من الضعف ، فأخذ بيد عليّ بن أبي طالب والفضل بن العبّاس ، فاعتمد عليهما ورجلاه يخطّان الأرض من الضعف ، فلمّا خرج إلى المسجد وجد أبا بكر قد سبق إلى المحراب ، فأومأ إليه بيده أن تأخّرْ عنه ، فتأخّر أبو بكر ، وقام رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم مقامه فكبّر، وابتدأ الصلاة التي كان ابتدأها أبو بكر، ولم يَبْنِ على ما مضى من فعاله...: بحار الأنوار ج 22 ص 467 _ 468 عن الإرشاد، إعلام الورى. 39 . ثمّ قال صلى الله عليه و آله وسلم : ألم آمر أن تنفذوا جيش أُسامة؟ فقالوا : بلى يا رسول اللّه، قال : فلِمَ تأخّرتم عن أمري؟ قال أبو بكر : إنّي كنت قد خرجت ثمّ رجعت لأجدّد بك عهداً، وقال عمر: يا رسول اللّه، إنّي لم أخرج لأنّني لم أحبّ أن أسأل عنك الركب! فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم: نفّذوا جيش أُسامة، نفّذوا جيش أُسامة...: بحار الأنوار ج 22 ص 468؛ لعن اللّه المتخلّف عن جيش أُسامة: الاستعانة لأبي قاسم الكوفي ج 1 ص 21. 40 . وهمّ أبو بكر بالرجوع إلى أُسامة واللحوق به، فمنعه عمر: تثبيت الإمامة ص 19، كتاب الأربعين للماحوزي ص 255. 41 . أمرني رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم أن أُرسِل إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين...: أمالي الطوسي ص 263بحار الأنوار ج 35 ص 209 ح 7. 42 . اعتنق عليّاً بيمينه والحسن بشماله والحسين على بطنه... اللّهمّ إنّ هؤاء أهلي وعترتي، فأذهِبْ عنهم الرجس...: تاريخ دمشق ج

14 ص 143، أمالي الطوسي ص 263، عنه بحار الأنوار ج 35 ص 209 ح 7. 43 . الأحزاب : 33 . 44 . ثمّ دخل بيته، وكان إذ ذاك في بيت أُمّ سلمة رضي اللّه عنها ، فأقام به يوماً أو يومين ، فجاءت عائشة إليها تسألها أن تنقله إلى بيتها لتتولّى تعليله ، وسألت أزواج النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم في ذلك فأذن لها ، فانتقل إلى البيت الذي أسكنه عائشة ، واستمرّ به المرض فيه أيّاماً، وثقل...: بحار الأنوار ج 22 ص 467 عن الإرشاد وإعلام الورى؛ فلم يلبث إلاّ يسيراً حتّى جيء به محمولاً في كساء، فدخل وبعث إلى النساء، فقال: إنّي قد اشتكيت، وإنّي لا أستطيع أن أدور بينكنّ...: مسند أحمد ج 6 ص 219، مجمع الزوائد ج 9 ص 31، السيرة النبويّة ج 5 ص 262. 45 . إنّ عائشة دعت أباها فأعرض صلى الله عليه و آله وسلم عنه، ودعت حفصة أباها فأعرض عنه، ودعت أُمّ سلمة عليّاً فناجاه طويلاً: مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 203، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 521 ح 29. 46 . إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم في ذلك المرض كان يقول: ادعوا لي حبيبي. فجعل يُدعى له رجل بعد رجل ، فيعرض عنه... فلمّا دخل عليٌّ، فتح رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم عينيه وتهلّل وجهه، ثمّ قال: إليَّ يا عليّ، إليَّ يا عليّ. فما زال يدنيه حتّى أخذه بيده وأجلسه عند رأسه...: أمالي الطوسي ص 736، روضة الواعظين ص 75؛ قال... لمّا حضره الموت: ادعوا لي حبيبي. فدعوت له أبا بكر، فنظر إليه، ثمّ وضع رأسه ثمّ قال : ادعوا لي حبيبي. فدَعَوا له عمر، فلمّا نظر إليه قال: ادعوا لي

حبيبي ، فقلت: ويلكم ادعوا له عليّ بن أبيطالب ، فواللّه ما يريد غيره . فلمّا رآه أفرج الثوب الذي كان عليه...: شرح الأخبار ج 1ص 147، أمالي الطوسي ص 332، تاريخ دمشق ج 42 ص 393، بشارة المصطفى ص 373، المناقب للخوارزمي ص 68، كشف الغمّة ج 1 ص 100، ينابيع المودّة ج 2 ص 163. 47 . فخرجنا من البيت لمّا عرفنا أنّ له إليه حاجة ، فأكبّ عليه عليّ عليه السلام...: مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 203، بحار الأنوار ج 22 ص 473 ح 21 عن مناقب آل أبي طالب. 48 . لمّا حضرت رسولَ اللّه صلى الله عليه و آله وسلم الوفاة دعاني ، فلمّا دخلت عليه قال لي : يا عليّ، أنت وصيّي وخليفتي... ثمّ أدناني فأسرّ إليّ ألف بابٍ من العلم ، كلّ باب يفتح ألف باب...: الخصال ص 652، الفصول المهمّة في أُصول الأئمّة ج 1 ص 571، بحار الأنوار ج 22 ص 463 ح 13 عن الخصال؛ فدخل، فوَلَّيا وجوههما إلى الحائط وردّا عليهما ثوباً، فأسرّ إليه ، والناس مُحتوِشون وراء الباب ، فخرج عليّ عليه السلام فقال له رجل من الناس: أسرّ إليك نبيّ اللّه شيئاً؟ قال : نعم، أسرّ إليَّ ألف بابٍ، في كلّ باب ألف باب ، فقال : وَعَيتَه ؟ قال : نعم وعقلته...: الخصال ص 643، بحار الأنوار ج 22 ص 462؛ قال : ادعوا لي خليلي ، أو قال : حبيبي ، فرجونا أن تكونا أنتما هما، فجاء أمير المؤنين وألزق رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم صدره بصدره ، وأومأ إلى أُذنه، فحدّثه بألف حديث ، لكلّ حديث ألف باب...: بصائر الدرجات ص 334، بحار الأنوار ج 22

ص 462 ح 12 عن الخصال، وراجع: الكامل لابن عَدِيّ ج 2 ص 450، تاريخ دمشق ج 43 ص 385، سير أعلام النبلاء ج 8 ص 24، ميزان الاعتدال ج 1 ص 624، تاريخ الإسلام ج 11 ص 224، البداية والنهاية ج 7 ص 396. 49 . أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد مدينة العلم فليأتها من بابها: الإرشاد ج 1 ص 33؛ أنا مدينة العلم وعليّ بابها، وهل تُدخَل المدينة إلاّ من بابها: التوحيد للصدوق ص 307، راجع: عيون أخبار الرضا ج 1 ص 72، الغارات ج 1 ص 34، الاختصاص ص 238، كنز الفوائد ص 149، التحصين ص 550، سعد السعود ص 209، تفسير فرات الكوفي ص 265، تفسير نور الثقلين ج 3 ص 396، أمالي الطوسي ص 559، الغدير ج 6 ص 79، المستدرك ج 3 ص 126، مجمع الزوائد ج 9 ص 114، المعجم الكبير ج 11 ص 55، الاستيعاب ج 3 ص 1102، شرح نهج البلاغة ج 7 ص 219، الجامع الصغير ج 1 ص 415، كنز العمّال ج 13 ص 148، تاريخ بغداد ج 3 ص 181 و ج 5 ص 110 و ج 7 ص 182 و ج 11 ص 50 و ج 47 ص 378 و ج 45 ص 321، أُسد الغابة ج 4 ص 22، تهذيب الكمال ج 18 ص 77، تذكرة الحفّاظ ج 4 ص 1231، تفسير ابن عربي ج 1 ص 433، سير أعلام النبلاء ج 11 ص 447. 50 . أمّا ما ذكرتما أنّي لم أُشهدكما أمر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم، فإنّه قال : «لا يرى عورتي أحدٌ غيرك إلاّ ذهب بصره»، فلم

أكن لأُريكما به لذلك ، وأمّا إكبابي عليه فإنّه علّمني ألف حرف ، الحرف يفتح ألف حرف ، فلم أكن لأُطلْعكما على سرّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم: بصائر الدرجات ص 328، الخصال ص 648، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 464 ح 17. 51 . قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم... وحوله أهل بيته وثلاثون رجلاً من أصحابه: إيتوني بكتفٍ؛ أكتب لكم كتاباً لا تَضلّوا بعدي ولا تختلفوا بعدي...: كتاب سليم بن قيس ص 324، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 498 ح 44؛ إنّه سُمع ابن عبّاس يقول: يوم الخميس وما يوم الخميس ! ثمّ بكى حتّى بلّ دمعُه الحصى، فقال: اشتدّ برسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وجعه يوم الخميس ، فقال : ائتوني بدواةٍ وكتف أكتبْ لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً...: مسند أحمد ج 1 ص 222، صحيح البخاري ج 4 ص 65، صحيح مسلم ج 5 ص 75. 52 . فقال له عمر : ارجع؛ فإنّه يهجر، فرجع...: الإرشاد ج 1 ص 183، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 468 ح 19؛ قال عمر: إنّ الرجل ليهجر: كشف الغمّة ج 2 ص 47، كشف اليقين ص 472؛ فقال عمر: لا تأتوه بشيء؛ فإنّه قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن...: أمالي المفيد ص36؛ فقال : ائتوني بدواةٍ وكتف أكتبْ لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً. فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبيّ تنازع، فقالوا : ما شأنه هَجَر: مسند أحمد ج 1 ص 222، وراجع: صحيح البخاري ج 4 ص 65، صحيح مسلم ج 5 ص 75، عمدة القاري ج 15 ص 90، مسند الحميدي ص 242، شرح نهج البلاغة ج 2 ص 54، إمتاع الأسماع ج 14 ص

448، سبل الهدى والرشاد ج 12 ص 247. 53 . فقال عمر: إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قد غلب عليه الوجع، وعندنا القرآن، حَسْبنا كتاب اللّه: مسند أحمد ج 1 ص 336، صحيح البخاري ج 7 ص 9، صحيح مسلم ج 5 ص 75، السنن الكبرى ج 3 ص 433، صحيح ابن حِبّان ج 14 ص 561، شرح نهج البلاغة ج 2 ص 55. 54 . النجم: 2 _ 4. 55 . عن جابر: إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتاباً لا يضلّون بعده أبداً...: مسند أحمد ج 3 ص 346 مجمع الزوائد ج 4 ص 214، السنن الكبرى ج 3 ص 435، مسند أبي يعلى ج 3 ص 349. 56 . فاختصموا، فمنهم من يقول: قرّبوا يكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده، وفيهم من يقول ما قال عمر...: مسند أحمد ج 1 ص 336. 57 . فاختلف أهل ذلك البيت واختصموا ، منهم من يقول : قرّبوا يكتب لكم رسول اللّه كتاباً لن تضلّوا بعده ، ومنهم من يقول: القول ما قال عمر!...: أمالي الطوسي ص 267، بحار الأنوار ج 19 ص 271، شرح نهج البلاغة ج 6 ص 51. 58 . فقالت امرأة ممّن حضر: وَيْحَكم ! عهد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إليكم، فقال بعض القوم: اسكتي، فإنّه لا عقل لكِ، فقال النبيّ: أنتم لا أحلامَ لكم: مجمع الزوائد ج 4 ص 215، المعجم الكبير ج 11 ص 30. 59 . فقال عمر:... ولقد أراد [رسول اللّه]في مرضه أن يصرّح باسمه [عليّ بن أبي طالب ]فمنعتُ من ذلك ؛ إشفاقاً وحيطةً على الإسلام !: شرح نهج البلاغة ج 12

ص 21، كشف الغمّة ج 2 ص 47، بحار الأنوار ج 30 ص 244 عن شرح نهج البلاغة. 60 . فلمّا كثر اللغط والاختلاف، قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم: قوموا عنّي...: أمالي المفيد ص 37، بحار الأنوار ج 22 ص 473 ح 21 عن مناقب آل أبي طالب عن صحيح البخاري وصحيح مسلم، الطبقات الكبرى ج 2 ص 244، أعيان الشيعة ج 1 ص 294. 61 . فلمّا أفاق صلى الله عليه و آله وسلم قال بعضهم: ألا نأتيك بدواةٍ وكتف يا رسول اللّه؟ فقال : أَبَعدَ الذي قلتم ؟ لا، ولكنّي أوصيكم بأهل بيتي خيراً...: بحار الأنوار ج 22 ص 468 ح 19 عن الإرشاد وإعلام الورى، أعيان الشيعة ج 1 ص 293. 62 . فقال له العبّاس: يا رسول اللّه، إن يكن هذا الأمر فينا مستقرّاً من بعدك فبشِّرْنا، وإن كنت تعلم أنّا نُغلب عليه فأوصِ بنا ، فقال: أنتم المستضعفون من بعدي ...: الإرشاد ج 1 ص 184، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 469 ح 19، إعلام الورى ج 1 ص 266. 63 . فلمّا كان يوم الجمعة صَعِد المنبر فخطب...: مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 201، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 472 ح 20. 64 . قال: أهريقوا علَيَّ مِن سبع قِربٍ لم تُحلّل أَوكيتُهُنّ ، لعلّي أعهَدُ إلى الناس... ثمّ خرج صلّى اللّه عليه وسلّم إلى الناس، فصلّى بهم وخطبهم...: صحيح البخاري ج 5 ص 140 و ج 7 ص 18، عمدة القاري ج 5 ص 187، السنن الكبرى ج 4 ص 254، الثقات ج 2 ص 131. 65 . ثمّ قال: إنّ عبداً من عباد اللّه خيّره اللّه بين الدنيا وبين

ما عنده، فاختار ذلك العبدُ ما عند اللّه...: مجمع الزوائد ج 6 ص 11، مسند أبي يَعلى ج 8 ص 57، المعجم الكبير ج 19 ص 341، الطبقات الكبرى ج 2 ص 228. 66 . فجلس على المنبر، ثمّ قال : يا أيّها الناس، إنّي تارك فيكم الثقلين. وسكت، فقام رجل فقال : يا رسول اللّه، ما هذان الثقلان ؟ فغضب حتّى احمرّ وجهه ثمّ سكن ، وقال : ماذكرتُهما إلاّ وأنا أريد أن أُخبركم بهما... ألا وهو القرآن، والثقل الأصغر أهل بيتي...: أمالي المفيد ص 135؛ وكان ممّا ذكر في خطبته أن قال : يا معشر المهاجرين والأنصار، ومَن حضرني في يومي هذا وفي ساعتي هذه من الجنّ والإنس، فليبلّغ شاهدُكم الغائبَ... وخلّفت فيكم العَلَمَ الأكبر، عَلَم الدين ونور الهدى، وصيّي عليَّ بن أبي طالب ، ألا هو حبل اللّه، فاعتصموا به جميعاً ولا تفرّقوا عنه...: بحار الأنوار ج 22 ص 486 ح 31 عن خصائص الأئمّة، غاية المرام ج 3 ص 35. 67 . لمّا حضرت رسولَ اللّه صلى الله عليه و آله وسلم الوفاة، دعا الأنصارَ وقال : يا معشر الأنصار، قد حان الفراق ، وقد دُعِيتُ وأنا مجيب الداعي ، وقد جاورتم فأحسنتم الجوار ، ونصرتم فأحسنتم النُّصرة ، وواسيتم في الأموال ، ووسّعتم في المسلمين... واحفظوني معاشرَ الأنصار في أهل بيتي... فالعمل الصالح طاعة الإمام وليِّ الأمر والتمسّكُ بحبله ، أيّها الناس أفَهِمتم؟ اللّه َ اللّه َ في أهل بيتي؛ مصابيح الظلم ، ومعادن العلم ، وينابيع الحكم ، ومستقرّ الملائكة... ألا إنّ فاطمة بابُها بابي، وبيتها بيتي ، فمن هَتَكه فقد هتك حجاب اللّه!...: بحار الأنوار ج 22 ص 476 _ 477 ح 27 عن الطُّرَف

للسيّد ابن طاووس. 68 . قد جمع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم المهاجرين فقال لهم : أيّها الناس، إنّي قد دُعيت ، وإنّي مجيب دعوة الداعي ، قد اشتقتُ إلى لقاء ربّي واللحوق بإخواني من الأنبياء، وإنّي أُعلِمُكم أنّي قد أوصيتُ إلى وصيّي ، ولم أهملكم إهمال البهائم ، ولم أترك من أُموركم شيئاً. فقام إليه عمر بن الخطّاب فقال : يا رسول اللّه، أوصيتَ بما أوصى به الأنبياء مِن قَبلك؟ قال: نعم، فقال له: فبأمرٍ من اللّه أوصيتَ أم بأمرك؟ قال له : اجلس يا عمر ! أوصيتُ بأمر اللّه ، وأمرُه طاعته ، وأوصيتُ بأمري وأمري طاعة اللّه ، ومَن عصاني فقد عصى اللّه ، ومن عصى وصيّي فقد عصاني ، ومن أطاع وصيّي فقد أطاعني ، ومن أطاعني فقد أطاع اللّه... أيّها الناس، اسمعوا وصيّتي ، مَن آمن بي وصدّقني بالنبوّة وأنّي رسول اللّه فأُوصيه بولاية عليّ بن أبي طالب وطاعته والتصديق له ، فإنّ ولايته ولايتي وولاية ربّي ، قد أبلغتُكم، فَلْيُبلّغِ الشاهد الغائب أنّ عليّ بن أبي طالب هو العَلَم ، فمَن قصّر دون العَلَم فقد ضلّ ، ومن تقدّمه تقدّم إلى النار ،ومن تأخّر عن العلم يميناً هلك، ومَن أخذ يساراً غوى...: بحار الأنوار ج 22 ص 478 ح 27 عن الطُّرَف للسيّد ابن طاووس. 69 . دخلت عليه فاطمة الزهراء عليهاالسلام، فلمّا رأت ما به خنقَتْها العَبرة حتّى فاضت دموعها على خدّيها، فلمّا أن رآها رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قال: ما يبكيك يا بنيّة؟ قالت : وكيف لا أبكي وأنا أرى ما بك من الضعف ، فمَن لنا بعدك يا رسول اللّه؟ قال لها: لكم اللّه ، فتوكّلي عليه واصبري كما

صبر آباؤِ من الأنبياء وأُمّهاتُكِ من أزواجهم . يا فاطمة، أوَ ما علمتِ أنّ اللّه تعالى اختار أباكِ فجعله نبيّاً ، وبعثه رسولاً ، ثمّ عليّاً فزوّجتُك إيّاه وجعله وصيّاً ، فهو أعظمُ الناس حقّاً على المسلمين بعد أبيكِ ، وأقدمُهم سلماً، وأعزّهم خطراً، وأجملهم خلقاً ، وأشدّهم في اللّه وفيَّ غضباً ، وأشجعهم قلباً ، وأثبتهم وأربطهم جأشاً ، وأسخاهم كفّاً . ففرحت بذلك الزهراء عليهاالسلام فرحاً شديداً...: تفسير فرات الكوفي ص 464، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 496 _ 497 ح 43. 70 . لمّا ثقل رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم في مرضه الذي قُبض فيه، كان رأسه في حِجْري ، والبيت مملوء من أصحابه من المهاجرين والأنصار ، والعبّاس بين يديه يذبّ عنه بطرَف ردائه ، فجعل رسول اللّه يُغمى عليه ساعة ويُفيق ساعة...: بحار الأنوار ج 22 ص 500 ح 47 عن أمالي الطوسي ص 600 ح 1 . 71 . فقال: يا عبّاس، يا عمّ النبيّ، اقبلْ وصيّتي في أهلي وفي أزواجي ، واقضِ دَيني ، وأنجز عِداتي ، وأبرئ ذمّتي . فقال العبّاس : يا نبيّ اللّه، أنا شيخ ذو عيال كثير ، غير ذي مال ممدود ، وأنت أجود من السحاب الهاطل والريح المُرسَلة ، فلو صرفتَ ذلك عنّي إلى من هو أطوق له منّي...: أمالي الطوسي ص 600، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 500 ح 47، غاية المرام ج 6 ص 158. 72 . يا عليّ، اقبَلْ وصيّتي ، وأنجز مواعيدي، وأدِّ دَيني . يا عليّ، اخلُفْني في أهلي ، وبلّغ عنّي من بعدي . قال عليّ عليه السلام: لمّا نعى إليَّ نفسَه رجف فؤدي ، وأُلقي علَيَّ

لقوله البكاء، فلم أقدر أن أجيبه بشيء...: المصادر السابقة. 73 . ثمّ قال : يا عليّ، يا أخا محمّد، أتُنجز عِداة محمّد وتقضي دَينه وتأخذ تراثه؟: مستدرك الوسائل ج 3 ص 288، جامع أحاديث الشيعة ج 16 ص 789. 74 . يا بلال، علَيَّ بالمِغْفَر والدرع والراية وسيفي ذي الفَقار وعَمامتي السَّحاب...: الكافي ج 1 ص 226، علل الشرائع ج 1 ص 167، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 456 ح 3. 75 . يا بلال، ائتِ بدرع رسول اللّه ، فأتى بها ، ثمّ قال : يا بلال، ائتِ براية رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم، فأتى بها، ثمّ قال : يا بلال، ائتِ ببغلة رسول اللّه بسرجها ولجامها، فأتى بها ، ثمّ قال : يا عليّ، قم فاقبض هذا بشهادة مَن في البيت من المهاجرين والأنصار ؛ كي لا يُنازعَك فيه أحدٌ مِن بعدي...: علل الشرائع ج 1 ص 168، كشف الغمّة ج 2 ص 37. 76 . الإمام الباقر عليه السلام: ما هي واللّه ِ قطنٌ ولا كتّان ولا خَزّ ولا حرير، قلت: من أيّ شيء؟ قال: من ورق الجنّة نشرها رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يوم بدر، ثمّ لفّها ودفعها إلى علي عليه السلام ففتح اللّه عليه، ثمّ لفّها: الغَيبة للنعماني ص 320، بحار الأنوار ج 19 ص 320 ح 75 عن الغَيبة للنعماني. 77 . الإمام الصادق عليه السلام: إذا نشرها أي الإمام المهدي (عج أضاء لها ما بين المشرق والمغرب...: دلائل الإمامة ص 457، بحار الأنوار ج 52 ص 391 ح 214. 78 . الإمام الباقر عليه السلام: يسير الرعب قدّامها شهراً ووراءها شهراً، وعن يمينها شهراً وعن يسارها شهراً: بحار الأنوار ج 52 ص 361 ح 129 عن

الغَيبة للنعماني. 79 . الإمام الصادق عليه السلام: وهم الذين كانوا مع نوح في السفينة ، والذين كانوا مع إبراهيم حيث أُلقي في النار ، وهم الذين كانوا مع موسى لمّا فُلق له البحر ، والذين كانوا مع عيسى لمّا رفعه اللّه إليه ، وأربعة آلاف كانوا مُسوِّمين مع رسول اللّه...: الغَيبة للنعماني ص 323. 80 . يا عبّاس، قم من مكان عليّ ، فقال : تقيم الشيخ وتُجلس الغلام؟! فأعادها عليه ثلاث مرّات، فقام العبّاس فنهض مُغضَباً...: أمالي الطوسي ص 573، عنه بحار الأنور ج 22 ص 499 ح 46، غاية المرام ج 2 ص 228. 81 . يا بني هاشم، يا معشر المسلمين، لا تخالفوا عليّاً فتضلّوا، ولا تحسدوه فتكفروا...: غاية المرام ج 2 ص 228، بحار الأنوار ج 22 ص 499. 82 . فنظرت إليه حتّى نزع خاتمه من إصبعه ، فقال : تختّم بهذا في حياتي ، قال : فنظرت إلى الخاتم حين وضعه عليّ عليه السلام في إصبعه اليمنى...: الكافي ج 1 ص 226، علل الشرائع ج 1 ص 167، بحار الأنوار ج 22 ص 456. 83 . ثمّ أخذ بيد عليّ عليه السلام فرفعها ، فقال: هذا عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ ، خليفتان نصيران ، لا يفترقا حتّى يَرِدا علَيَّ الحوض فأسألُهما ماذا خُلِّفتُ فيهما...: أمالي الطوسي ص 479، بحار الأنوار ج 22 ص 476 ح 26 عن كشف الغمّة. 84 . وصلِّ علَيَّ أوّل الناس ، ولا تفارقْني حتّى تُواريَني في رَمسي ، واستعنْ باللّه تعالى...: الإرشاد ج 1 ص 186، مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 203، إعلام الورى ج 1 ص 267. 85 . فخرج رسول

اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وصلّى بالناس وخفّف الصلاة ، قال: ادعوا لي عليّ بن أبي طالب... ثمّ قال: انطلقا بي إلى فاطمة . فجاءا به حتّى وضع رأسه في حِجْرها...: الأمالي ص 735، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 509 ح 9. 86 . وكان الحسن عليه السلام أشدّ بكاءً ، فقال له: كُفَّ يا حسن، فقد شققتَ على رسول اللّه: المصدران السابقان. 87 . قَبَضه وصيُّه وضمانُه على ما فيها على ما ضَمِن يُوشَع بن نون لموسى بن عمران عليهماالسلاموعلى ما ضمن وأدّى وصيُّ عيسى بن مريم ، وعلى ما ضمن الأوصياء قبلهم، على أنّ محمّداً أفضل النبيّين، وعليّاً أفضل الوصيّين...: بحار الأنوار ج 22 ص 482 ح 29 عن خصائص الأئمّة. 88 . لكن حين نزل برسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم الأمر، نزلت الوصيّة من عند اللّه كتاباً مسجّلاً، نزل به جبرئيل مع أُمناء اللّه تبارك وتعالى من الملائكة ، فقال جبرئيل: يا محمّد، مُرْ بإخراج مَن عندك إلاّ وصيَّك ليقبضها منّا ، وتُشهدنا بدفعك إيّاها إليه ضامناً لها ، يعني عليّاً عليه السلام. فأمر النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم بإخراج من كان في البيت ما خلا عليّاً، وفاطمة فيما بين الستر والباب ، فقال جبرئيل عليه السلام: يا محمّد، ربّك يقرئك السلام ويقول: هذا كتاب ما كنتُ عَهِدتُ إليك ، وشرطت عليك... فدفعه جبرئيلُ إليه وأمره بدفعه إلى أمير المؤنين عليه السلام، فقال له: اقرأه. فقرأه حرفاً حرفاً، فقال: يا عليّ، هذا عهد ربّي تبارك وتعالى إليَّ ، وشرطه علَيَّ وأمانته... يا عليّ، أخذتَ وصيّتي وعرفتها ، وضمنتَ للّه ولي الوفاءَ بما فيها ؟ فقال عليّ عليه السلام: نعم بأبي أنت وأُمّي علَيَّ ضمانها ، وعلى اللّه عوني وتوفيقي على أدائها... على الصبر منك

على كظم الغيظ، وعلى ذهاب حقّك ، وغصب خمسك ، وانتهاك حرمتك ، فقال: نعم يارسول اللّه... يا محمّد، عرّفْه أنّه يُنتهك الحرمة، وهي حرمة اللّه وحرمة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم، وعلى أن تُخضّب لحيته من رأسه بدمٍ عبيط...: الكافي ج 1 ص 281، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 479 _ 481 ح 28، تفسير نور الثقلين ج 4 ص 378. 89 . النبي صلى الله عليه و آله وسلم: قد عهدتُ إليك ، أُحدِث العهد لك بمحضر أمينَي ربّ العالمين : جبرئيل وميكائيل . يا عليّ، بحقّهما عليك إلاّ أنفذت وصيّتي على ما فيها ، وعلى قبولك إيّاها بالصبر والورع على منهاجي وطريقي... وإذا حضرَتْك الوفاة فأوصِ وصيّتك إلى مَن بعدك على ما أُوصيك...: بحار الأنوار ج 22 ص 479 ح 27 عن الطُّرف. 90 . ثمّ انكببتُ على وجهه وعلى صدره وأنا أقول: وا وَحشَتاه بعدك بأبي أنت وأُمّي ، ووحشةَ ابنتك وبنيك...: بحار الأنوار ج 22 ص 483. 91 . والذي بعثني بالحقّ، لقد قدّمتُ إليهم بالوعيد بعد أن أخبرتُهم رجلاً رجلاً ما افترض اللّه عليهم من حقّك ، وألزمهم من طاعتك ، وكلٌّ أجاب وسلّم إليك الأمر، وإنّي لأعلم خلاف قولهم ، فإذا قُبضتُ وفَرَغتَ من جميع ما أوصيك...: خصائص الأئمّة ص 72، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 483 ح 30؛ يا عليّ، اصبر على ظلم الظالمين ، فإنّ الكفر يُقبِلُ والرِّدّةُ والنفاقُ...: بحار الأنوار ج 22 ص 488 _ 489 ح 33 عن خصائص الأئمّة. 92 . يا رسول اللّه، أمرتَني أن أَصيرَك في بيتك إن حدث بك حدث ؟ قال : نعم يا عليّ، بيتي قبري. قال عليّ عليه السلام: فقلت : بأبي وأُمّي،

فحُدَّ لي أيّ النواحي أُصيّرُك فيه ، قال : إنّك مسخّر بالموضع وتراه . قالت له عائشة : يا رسول اللّه، فأين أسكن ؟ قال : اسكني أنتِ بيتاً من البيوت ، إنّما هي بيتي ، ليس لكِ فيه من الحقّ إلاّ ما لِغيرِك ، فقَرّي في بيتكِ ولا تبرّجي تبرّجَ الجاهلية الأُولى ، ولا تقاتلي مولاكِ ووليَّكِ ظالمةً شاقّة ، وإنّكِ لَفاعلة !: بحار الأنوار ج 22 ص 494 ح 39 عن خصائص الأئمّة. 93 . لمّا كانت الليلة التي قُبض النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم في صبيحتها، دعا عليّاً وفاطمة والحسن والحسين، وأغلق عليه وعليهم الباب وقال : يا فاطمة . وأدناها منه ، فناجاها من الليل طويلاً، فلمّا طال ذلك خرج عليّ ومعه الحسن والحسين وأقاموا بالباب والناس خلف الباب ، ونساء النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ينظرن إلى عليّ عليه السلام ومعه ابناه ، فقالت عائشة: لأمرٍ ما أخرجك منه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وخلا بابنته دونك في هذه الساعة ؟ّ فقال لها عليّ عليه السلام: قد عرفتُ الذي خلا بها وأرادها له...: بحار الأنوار ج 22 ص 490 ح 36 عن خصائص الأئمّة. 94 . الإمام علي عليه السلام: فما لبثَتْ أن نادتني فاطمة عليهاالسلام، فدخلتُ على النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم وهو يجود بنفسه ، فبكيتُ ولم أملك نفسي حين رأيته بتلك الحال يجود بنفسه ، فقال لي : ما يبكيك يا عليّ ؟ ليس هذا أوانَ البكاء ، فقد حان الفراق بيني وبينك... فقد أجمع القوم على ظلمكم ، وقد أستودعكم اللّه ، وقَبِلَكم منّي وديعةً يا عليّ ، إنّي قد أوصيتُ فاطمة ابنتي بأشياءٍ وأمرتها أن تُلقيَها إليك ، فأنفذْها ، فهي الصادقة الصدوقة . ثمّ ضمّها إليه وقبّل رأسها

، وقال : فداكِ أبوك يا فاطمة . فعلا صوتها بالبكاء ، ثمّ ضمّها إليه وقال : أما واللّه لَينتقمنّ اللّه ربّي ، ولَيَغضبنّ لغضبك، فالويل ثمّ الويل ثمّ الويل للظالمين... والحسن والحسين يقبّلان قدميه ويبكيان بأعلى أصواتهما. قال عليّ عليه السلام: فلو قلتُ: إنّ جبرئيل في البيت لَصدَقتُ ؛ لأنّي كنت أسمع بكاءً ونغمةً لا أعرفها...: بحار الأنوار ج 22 ص 490 _ 491 ح 36 عن خصائص الأئمّة. 95 . يا بُنية ، اللّه خليفتي عليكم ، وهو خير خليفة ، والذي بعثني بالحقّ لقد بكى لبكائكِ عرشُ اللّه وما حوله من الملائكة والسماواتُ والأرضون وما فيهما...: بحار الأنوار ج 22 ص 491 ح 36 عن خصائص الأئمّة. 96 . يا فاطمة، والذي بعثني بالحقّ، لقد حُرِّمت الجنّة على الخلائق حتّى أدخلها ، وإنّك لَأوّلُ خَلق اللّه يدخلها بعدي، كاسيةً حاليةً ناعمة . يا فاطمة، هنيئاً لكِ ، والذي بعثني بالحقّ، إنّك لَسيّدةُ مَن يدخلها من النساء . والذي بعثني بالحقّ، إنّ جهنّم لَتزفرُ زفرةً لا يبقى ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل إلاّ صُعق ، فيُنادى إليها : أن يا جهنّم ! يقول لكِ الجبّار : اسكني بعزّي ، واستقرّي حتّى تجوز فاطمة بنت محمّد...: بحار الأنوار ج 22 ص 491 ح 36 عن خصائص الأئمّة. 97 . فإنّهم شيعتُنا وأنصارك ، وموعدي وموعدهم الحوض يومَ القيامة إذا جَثَتِ الأُمم على رُكَبها وبدا للّه في عَرض خلقه ، فيدعوك وشيعتك فتجيؤوني غُرّاً محجَّلين ، شِباعاً مَروْيّين...: كتاب سليم بن قيس ص 359، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 498 ح 45. 98 . فجاء الحسن والحسين عليهماالسلام يصيحان ويبكيان، حتّى وقعا على رسول اللّه

صلى الله عليه و آله وسلم، فأراد عليّ عليه السلام أن يُنحّيَهما عنه ، فأفاق رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ثمّ قال: يا عليّ، دَعْني أشمَّهما ويشمّاني ، وأتزوّد منهما ويتزوّدان منّي ، أما إنّهما سيُظلمان بعدي ويُقتلان ظلماً...: أمالي الصدوق ص 736، روضة الواعظين ص 75، مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 203؛ فجعل يشمّهما، قال عليّ عليه السلام: فظننت أنّهما قد غمّاه _ أي أكرباه _ فذهبتُ لأؤّرهما عنه ، فقال: دَعْهما يشمّاني وأشمَّهما ، ويتزوّدا منّي وأتزوّد منهما ، فسيَلقَيانِ مِن بعدي زلزالاً ، وأمراً عضالاً ، فلعن اللّه مَن يحيفهما، اللّهمّ إنّي أستودعكهما وصالح المؤنين: كشف الغمّة ج 2 ص 37، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 500 ح 46. 99 . يا أبا الحسن، هذه وديعة اللّه ووديعة رسوله محمّدٍ عندك، فاحفَظِ اللّه َ واحفَظْني فيها ، وإنّك لَفاعلُه. يا عليّ، هذه واللّه ِ سيّدةُ نساء أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين ، هذه واللّه ِ مريم الكبرى...: بحار الأنوار ج 22 ص 484 ح 31. 100 . اللّهمّ إنّي لهم ولمن شايعهم سِلْم ، وزعيمٌ بأنّهم يدخلون الجنّة ، وعدوٌّ وحرب لمن عاداهم وظلمهم وتقدّمهم أو تأخّر عنهم وعن شيعتهم ، زعيمٌ بأنّهم يدخلون النار ، ثمّ واللّه يا فاطمة لا أرضى حتّى تَرضَي ، ثمّ لا واللّه لا أرضى حتّى تَرضَي ، ثمّ لا واللّه لا أرضى حتّى ترضي...: بحار الأنوار ج 22 ص 485 ح 31 عن خصائص الأئمّة. 101 . وقُبض قبل أن تغيب الشمس وهو ابن ثلاث وستّين سنة: مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 152؛ مات يوم الاثنين لليلتَينِ خَلَتا من شهر ربيع الأوّل حين زاغت الشمس...: تفسير الثعلبي ج 2 ص 290، الطبقات الكبرى

ج 3 ص 8 . 102 . فجاءت الرواية أنّه قيل لفاطمة عليهاالسلام: ما الذي أسرّ إليكِ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم فسرى عنكِ به ما كنتِ عليه من الحزن والقلق بوفاته ؟ قالت : إنّه أخبرني أنّني أوّلُ أهل بيته لُحوقاً به ، وأنّه لن تطول المدّة لي بعده حتّى أُدركه، فسرى ذلك عنّي: الإرشاد ج 1 ص 187، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 470 ح 19. 103 . فوقف بالباب شبه أعرابي، ثمّ قال: السلام عليكم يا أهلَ بيت النبوّة ومَعدِنَ الرسالة ومُختَلف الملائكة، أدخل؟ فقالت عائشة لفاطمة: أجيبي الرجل، فقالت فاطمة: آجرك اللّه في ممشاك يا عبد اللّه، إنّ رسول اللّه مشغول بنفسه...: مجمع الزوائد ج 9 ص 29، المعجم الكبير ج 3 ص 62. 104 . فسمع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم صوت مَلَك الموت فقال: يا فاطمة مَن بالباب؟ فقالت : يارسول اللّه، إنّ رجلاً بالباب يستأذن في الدخول فأجبناه مرّةً بعد أُخرى... فقال لها النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم: يا فاطمة، أتدرين مَن بالباب؟ هذا هادم اللذّات... هذا مَلك الموت... ادخلْ يرحمك اللّه يا مَلك الموت...: نفس المصدرين السابقين. 105 . جئتَني زائراً أم قابضاً؟ قال: جئتك زائراً وقابضاً، وأمرني اللّه عزّ وجلّ ألاّ أدخل عليك إلاّ بإذنك، ولا أقبضَ روحك إلاّ بإذنك... فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم: يا مَلكَ الموت، أين خلّفتَ حبيبي جَبرئيل؟ قال: خلّفتُه في سماء الدنيا...: المصدران السابقان. 106 . هبط جبرئيل وملك الموت ومعهما ملك يقال له إسماعيل، في الهواء على سبعين ألفَ مَلك، فسبقهم جبرئيل عليه السلام فقال: يا أحمد، إنّ اللّه عزّ وجلّ أرسلني إليك إكراماً لك وتفضيلاً لك وخاصّةً، يسألك عمّا هو أعلم به منك...: أمالي الصدوق ص 349،

الطبقات الكبرى ج 2 ص 259، إمتاع الأسماع ج 14 ص 507. 107 . فبشّرْني يا جبرئيل، قال: أنت أوّل شافع وأوّل مشفّع يوم القيامة، قال: لوجه ربّيَ الحمد... أبشِرْ يا حبيب اللّه، فإنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: قد حرّمتُ الجنّة على جميع الأنبياء والأُمم حتّى تدخلها أنت وأُمّتك، قال: الآن طابت نفسي، اُدنُ يا مَلكَ الموت، فانته إلى ما أُمِرتَ به...: مجمع الزوائد ج 9 ص 30، المعجم الكبير ج 3 ص 63. 108 . ثمّ التفت إلى عليّ عليه السلام فقال : يا عليّ، لا يلي غُسلي وتكفيني غيرُك ، فقال له عليّ : يارسول اللّه، مَن يناولني الماء ؟ فإنّك رجل ثقيل لا أستطيع أن أُقلّبك ، فقال له : إنّ جبرئيل معك...: كفاية الأثر ص 125، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 536 ح 38. 109 . لمّا حضرت النبيَّ صلى الله عليه و آله وسلم الوفاةُ، نزل جبرئيل عليه السلام فقال له: يا رسول اللّه، هل لك في الرجوع إلى الدنيا؟ فقال: لا، قد بلّغت رسالات ربّي، فأعادها عليه، فقال: لا، بل الرفيق الأعلى...: كتاب من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 163، أمالي المفيد ص 53، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 475 ح 24. 110 . قالت فاطمة عليهاالسلام للنبيّ صلى الله عليه و آله وسلم وهو في سكرات الموت: يا أبت، أنا لا أصبر عنك ساعة من الدنيا، فأين الميعاد غداً ؟ قال : أما إنّكِ أوّل أهلي لحوقاً بي... تَرَيني في مقام الشفاعة ، وأنا أشفع لأُمّتي...: كشف الغمّة ج 2 ص 119، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 535 ح 37. 111 . فلمّا قرب خروج نفسه قال له: ضع يا عليّ رأسي في حجرك ، فقد

جاء أمر اللّه تعالى...: بحار الأنوار ج 22 ص 470 ح 19 عن إعلام الورى، والإرشاد. 112 . بحار الأنوار ج 22 ص 522 ح 29 عن مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 203. 113 . جعل عليّ يقول : بأبي أنت وأُمّي ، طبت حيّاً وميّتاً ! قال : وسطعت ريح طيّبة لم يجدوا مثلها قطّ...: مجمع الزوائد ج 9 ص 36، كنز العمّال ج 7 ص 255، الطبقات الكبرى ج 2 ص 280، إمتاع الأسماع ج 14 ص 571، سبيل الهدى والرشاد ج 12 ص 322. 114 . وصاحت فاطمة عليهاالسلام، وصاح المسلمون، ويضعون التراب على رؤسهم، ومات صلى الله عليه و آله وسلملليلتين بقيتا من صفر سنة عشرة من الهجرة: إعلام الورى ج 1 ص 269، عنه بحار الأنوار ج 22 ص 529 ح 35. --------------- ------------------------------------------------------------ --------------- ------------------------------------------------------------ 1

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.